قصره ومزارعه. فاشترى معاويةُ القصر بألف ألف (?)، وكان قصرُه من أحسن القصور، وقد تنوَّقَ في بنائه، وغرم عليه أموالًا كثيرة، وكان بمكان يقال له: العَرْصَة، على ثلاثة أميالٍ من المدينة، وفيه يقول أبو قَطِيفة عمرُو بن الوليد بن عقبة:
القصرُ فالنخل فالجمَّاءُ بينَهما ... أَشْهَى إلى النفس من أبوابِ جَيرُونِ (?)
وكان يقال لسعيد: عُكَّة العَسَل (?)، وهو أحد الأجواد المعدودين.
وقال ابن عمر - رضي الله عنه -: جاءت امرأةٌ بِبُرْدٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني نَذَرْتُ أنْ أُعطِيَ هذا البُرْدَ أكرمَ العرب. فقال: "أعْطِيهِ هذا الغلامَ". يعني سعيدَ بنَ العاص، وكان واقفًا. فبذلك سمِّيَت: الثياب السَّعْديّة (?).
وقال الزُّبير بن بكَّار: حضر رجلٌ طعامَ سعيد ليلًا، فلمَّا أكلَ الناس وانصرفوا؛ مكثَ الرجل موضعَه، فقال له سعيد: ما حاجتُك؟ فاستحى الرجل ولم ينطق، فأطفأ سعيد السِّرَاج وقال: قُل ولا تستحي. فذكرَ له إضاقةً شديدة، وخرج إلى بيته، فأرسلَ إليه سعيد: ابْعَثْ إلينا وعاءً نعطيك فيه حاجَتك. فقال الرجل لامرأته: هذا ما صنعتِ بي، كلَّفتيني أن أبذلَ ماءَ وَجْهي إلى سعيد، وقد أمرني أن أبعثَ إليه وعاءً، ولعله يُعطيني فيه تمرًا أو طعامًا ما يُساوي بَذْلَ ماءِ وجهي.
وبعثَ إليه سعيد بِبَدْرَتَينِ (?) مع عَبْدَين، فلما وضعاها بين يدي الرجل؛ وقَفَا، فقال لهما: انصرفا، فقالا: نحن لك. فقال: وكيف؟ قالا: ما بَعَثَ الأمير إلى أحد بِصِلةٍ مع غلام إلا كان له.