أدركَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وله عنه رواية، وكان أحدَ أجواد قريش.
وقال الشيخ موفَّق الدين رحمه الله (?): وُلد عام الهجرة. وقيل: سنة إحدى.
وقُتل أبوه العاص يومَ بدرٍ كافرًا، وكالت سعيد يظنُّ أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قتل أباه، فقال له عمر: ما لي أراك مُعرضًا كأنَّك ترى أني قتلتُ أباك؟ ! ما أنا قتلتُه، وإنما قتله عليُّ بنُ أبي طالب، ولو قتلتُه ما اعتذَرْتُ من قتل مشرك، ولكنّي قتلتُ خالي بيدي العاصَ بنَ هشام بن المغيرة المخزومي. فقال سعيد: يا أمير المؤمنين، ولو قتلتَه كنتَ على حقّ، وكان على باطل. فسَرَّ عُمرَ - رضي الله عنه - ذلك منه (?).
ولم يزل سعيد بن العاص في ناحية عثمان رضوان الله عليه للقرابة التي بينهما، فلما عَزلَ عثمانُ - رضي الله عنه - الوليدَ بنَ عقبة عن الكوفة؛ استعملَ سعيدًا عليها، فعمل عليها خمس سنين إلا شهرًا (?).
ولم يزل سعيد مع عثمان - رضي الله عنه - وقاتل معه يومَ الدار، وضربَه [يومئذٍ] رجل في رأسه [ضربة] مأمومة (?).
ولَمَّا قُتل عثمان وخرج طلحة والزُّبير وعائشة من مكة يريدون البصرة؛ كان سعيد قد هربَ إلى مكة وخرجَ معهم إلى ذات عِرْق، فقام خطيبًا فقال: إنَّ عثمانَ عاشَ في الدنيا حميدًا، وخرج منها فقيدًا، وتوفِّي سعيدًا شهيدًا، فضاعف الله حسناتِه، وحطَّ سيِّئاتِه، ورفع درجاتِه {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} الآية.
وقد زعمتُم أيُّها الناس أنكم إنما خرجتُم تطلبُون بدم عثمان، فإن كنتُم تريدون ذلك، فإنَّ قَتَلَةَ عثمان على صدور هذه المَطِيِّ وأعجازها، فمِيلُوا عليها بأسيافكم، وإلَّا