وكان عُبيد الله يقول: ثوبُك على غيرك أحسنُ منه عليك (?).
وقال: الجوادُ من آسى بالكثير (?) وآثرَ بالقليل.
وقدم على معاويةَ، فأعطاه ستةَ آلاف درهم (?)، فما رامَ عن دمشق حتى فرَّق الجميع، فقيل له: أسرفْتَ! فقال: لولا لذَّةُ العطاء واكتسابُ المحامد، ما باليتُ بالمال، ولا رأيتُ معاوية ولا رآني.
وكان عُبيد الله جالسًا في الحرم، فسقطَتْ دارٌ عند الصفا، فارتاعَ لها الناس وقاموا، وبقيَ فتًى قد أنْصتَ لحديث عُبيد الله، ولم يشتغل عنه، فقال لوكيله: كم عندك؟ فقال: ألفُ دينار. قال: أعطِ للفتىْ ثُلُثَيها، واحبِسْ لنا ثُلثَها (?).
وكان بصرُ عُبيد الله قد ضَعُفَ قبلَ موته، وقيل: كُفَّ، فمرَّ به مَعْنُ بنُ أوس المُزني، فسأله عُبيد الله عن حاله، فقال مَعْن:
أخذتُ فنونَ (?) المالِ حتى نَهَكْتُهُ (?) ... وبالدَّيْنِ حتى ما أكادُ أُدانُ
وحتى سَألْتُ القَرْضَ عند ذوي الغِنَى ... وردَّ فلانٌ حاجتي وفلانُ
فقال له عُبيد الله: كم دَينُك؟ قال: عَشَرَةُ آلاف. فأعطاه إيّاها (?).
وكان عُبيد الله يُسمَّى تيارَ الفُرات، وكان ينحرُ كلَّ يومٍ بمكَّةَ جَزُورًا يُطعمُه للناس، وما كان أحدٌ بالمدينة يتغدَّى ويتعشَّى إلا في داره (?).