[وقال أبو بكر بن عيَّاش: الذي أشار عليه أن لا يقطعها أبو جُهيم (?) بن مالك الأسدي.
وقال المدائني: ] وخرجَ شُريح من عند زياد، فسأله مسروق بن الأجدع، والمسيَّب بن نَجَبة، وسُليمان بن صُرَد، وعُروة بن المغيرة، وخالد بن عُرفُطة، وأبو بُردَة بن أبي موسى، فقالوا: كيف تركتَ الأمير؟ قال: يأمرُ وينهى. ومعناه: يأمر بالوصية والكَفَن، وينهى عن النَّوْح والبكاء (?).
وقال الشعبي لما احتُضر زياد؛ جعلوا يُمَنُّونه الأمانيّ، فقال: وكيف وأبو المغيرة على الطريق؟ !
قال الشعبي: كان بالكوفة رجلٌ زاهد عابد، وَرعٌ مشغولٌ بنفسه؛ يقال له: أبو المغيرة الحميري؛ استدعاه زياد، فإذا سَمتٌ وهيبَة، فقال في نفسه، لو مال هذا لَمال معه أهلُ العصر، فقال له: الزَم بيتَك، لا تخرجْ منه. فقال: واللهِ لَصلاةٌ واحدةٌ في جماعة أَحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها، ولزيارةُ أخٍ في الله [وعيادة مريض] أَحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها. قال: فاخْرُجْ فصَلِّ، وعُدِ المريض، وزُرْ إخوتك، والزم شأْنَك. قال: وإذا رأيتُ منكرًا؛ لا أُغيِّرُه؟ ! قال: لا. قال: واللهِ لَمقامٌ واحدٌ في ذلك أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها. قال: فإنه السيف. قال: فالسيف. فقدَّمَه، فضربَ عُنُقَه. فكان يقال لزياد: أَبْشر، فيقول: كيف أُبْشِرُ وأبو المغيرة على الطريق (?)؟ !
قال الواقدي: مات زياد في شهر رمضان بقصر الإمارة بالكوفة، ولم يَمُت فيه من الأمراء غيرُه وغيرُ المغيرة بن شعبة، وذلك في سنة ثلاث وخمسين [من غير خلاف، يعني في هذه السنة]. وأوصى أن يُدفن بالثَّوِيَّة إلى جانب أبي موسى (?). فدُفن إلى جانبه، وقبرُه عند دكَّان عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عند منقطع البيوت بالكوفة.