ذكر وفاته:

[حكى الواقدي عن أشياخه قالوا: ] كتب زياد إلى معاوية: إني قد ضبطتُ العراق بشمالي، ويميني فارغة. يعني فولِّني الحجاز أشغل يميني به، فكتبَ بعهده على الحجاز، وبعثَ به مع الهيثم بن الأسود النَّخَعي رسولِ زياد، وبلغ أهلَ الحجاز، فاجتمعَ منهم نفرٌ إلى عبد الله بن عُمر رضوان الله عليهما، وأخبروه، فقال: ارفعوا أيديَكم. فرفعوها، فقال: اللهم اكْفِنَا يمين زياد. فطُعن بها في الحال.

وقال البَلاذُري: أرسل زياد إلى بني عَبس أن يسبُّوا عليًّا، وأن يتبرؤوا منه، فحكى النضر العبسي عن أبيه (?)، عن عمه [قال]: فأغفيتُ إغفاءةً؛ فإذا برجل أسود، فراعني، فقلت: مَنْ أنتَ؟ فقال: أنا النقَّاد ذو الرقَبَة، أُرسلت إلى هذا الشاتم صاحب الرَّحَبَة. فاستيقظتُ، وإذا برسول زياد يقول: انصرفوا اليوم، فإنَّ الأمير عليل. فعرضَتْ له الأكَلَة، فمات بعد ثلاثة أيام، فقلتُ:

ما كان مُنْتَهِيًا عمَّا أرادَ بنا ... حتى أُتيحَ له النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَهْ

فجلَّلَ الرأسَ منه ضربةً عَجِلًا ... لَمَّا تناولَ بغيًا صاحبَ الرَّحَبَهْ

وقال عبد الرحمن بن السائب الأنصاري (?): جمعَ زياد أهل الكوفة، فملأ بهم المسجد والرَّحَبَة والقصر ليعرضَهم على البراءة من أمير المؤمنين.

[قال عبد الرحمن: ] فإني لمع نفر من أصحابي (?) من الأنصار والناس في أمرٍ عظيمٍ؛ إذ هَوَّمْتُ تهويمةً، فرأيت شيئًا طويل العُنُق؛ مثل عُنُق البعير؛ أهْدَبَ أهْدَلَ (?)، فقلت: ما أنتَ (?)؟ فقال: أنا النَّقَّاد ذو الرقبة، بُعثتُ إلى صاحب هذا القصر. قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015