- صلى الله عليه وسلم -: هذا حارثةُ بن النعمان، فقال جبريل: أما إنَّه من المئة الصابرة يومَ حُنَين الذين تكفَّلَ اللهُ تعالى بأرزاقهم في الجنَّة، ولو سلم لَرَدَدنا عليه.

وحكى ابنُ سعد عن الواقدي قال (?): وحارثةُ هو الذي كانت له منازلُ بقُربِ منازلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان كلَّما أَحدث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أهلًا؛ تحوَّل له حارثةُ إلى منزلٍ آخَر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد استَحيَيتُ من حارثةَ مِمّا يتحوَّلُ لنا عن منازِلِه".

قال: وكان قد ذهب بصرُه؛ قال ابن سعد بإسناده عن محمد بن عثمان، عن أبيه، أنَّ حارثةَ كان قَدْ كُفَّ بَصَرُه، فجعل خيطًا من مُصَلّاه إلى بابِ حُجْرته، ووضع عنده مِكْتَلًا فيه تَمْرٌ وغيره، فكان إذا سلَّم [المسكين] أخذَ على الخيط حتى يأتيَ بابَ الحُجْرة، ثم يأخُذُ من المِكتَل، فيُناول المسكينَ، فيقولُ له أَهلُه: نحن نكفيكَ، فيقول: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[يقول]: "مناولةُ المسكين تَقِي مِيتةَ السُّوء" (?).

ذِكْرُ وفاته:

قال ابنُ سعد (?): بقيَ حارثةُ حتى تُوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وله عَقِبٌ، ومن وَلَدِه أبو الرِّجَال، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة.

ولم يذكر ابنُ سعد الوقتَ الذي تُوفِّيَ فيه، بل أطلق.

وقال هشام: مات في سنة إحدى وخمسين.

وقال الواقدي (?): وكان له من الولد: عبدُ الله، وعبدُ الرحمن، وسَوْدَةُ، وعَمْرةُ، وأُمُّ هِشام، وكُنَّ من المُبايعات، وأمُّهم أُمُّ خالد بنت خالد، أنصارية، وكان له أُمُّ كُلثوم بنت حارثة؛ وأُمُّها غَطَفانية، وأُمُّ عبد الله (?)، وهي جُنْدُعيَّةٌ.

أسند حارثةُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث؛ قال ابن البرقي: له حديثان، وليس له في الصحيح شيءٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015