وقال ابن سعد (?): حدثنا سفيان بن عُيَينة بإسناده عن محمود إن شاء الله أنَّ عِتْبانَ بن مالك الأنصاريَّ كان محجوبَ البَصَر، وأنَّه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم التخلُّف عن الصلاة، فقال له: "هل تسمعُ النداء؟ " قال: نعم. فلم يُرَخِّص له.

وفي رواية ابن سعد عن الواقدي: عن مَعْمَر ومالك، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عِتْبان بن مالك قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّها تكونُ الليلةُ المظلمةُ، والمطرُ والريحُ، فلو أَتَيتَ منزلي فصَلَّيتَ فيه، قال: فجاءني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أين تُحِبُّ أن أُصلِّيَ؟ " فأَشرتُ إلى ناحيةٍ من البيتِ، فصلَّى وصلينا [خلفه] رَكْعَتَين.

قال الواقدي: فذلك البيتُ الذي [صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم] يُصلي فيه الناسُ بالمدينة إلى اليوم.

قال: ومات عتبان في وسط خلافة معاوية بن أبي سفيان.

وقال ابن سعد (?): كان لعِتْبان من الولدِ عبدُ الرحمن، وأمُّه ليلى بنت رِئاب بن حُنيف من الخزرج، وليس له عَقِبٌ، درجوا فلم يَبْقَ منهم أحد.

وليس في الصحابة من اسمه عِتْبان غيره. وله صحبة، وليس له رواية (?).

وفيها توفي

عقيل بن أبي طالب

أخو عليّ - عليه السلام - لأبيه وأُمِّه. وأُمُّه فاطمة بنت أَسد، وكان أَسنَّ أولادِ أبي طالب بعد طالب. وكان طالبٌ أَسنَّ من عقيلٍ بعشرِ سنين [وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أسنَّ من عليّ بعشرِ سنين، وكان طالبٌ أكبرَهم، وعليٌّ أصغَرَهم (?)، وقد ذكرنا هذا فيما تقدَّم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015