فقال: "وأنا أشهدُ".

قلت: كذا وقعت هذه الرواية في هذه الأبيات بالخفض، وينمغي أن تكون مرفوعةً إلا البيت الأوَّل. ولعلَّه من الكاتب (?).

وقد ذكرنا في حديث أن عائشةَ أَثنت على حسَّان، فقيل لها: اليس هو القائلَ كذا وكذا؟ فقالت: أليس هو القائلَ في مدحِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:

هجوتَ محمدًا فأَجبتُ عنه ... وعند اللهِ في ذاك الجزاءُ

فإنَّ أبي ووالدَهُ وعِرْضي ... لعِرْضِ محمدٍ منكم وقاءُ (?)

وأوَّلُ هذه الأبيات:

عفت ذاتُ الأصابع فالجِواءُ ... إلى عَذْراءَ منزلُها خَلاءُ

وهي في "ديوان" حسان (?)، وذكر فيها فتح مكة والحديبية، ومنها:

فإمّا تُعْرِضوا عنَّا اعْتَمَرْنا ... وكان الفتحُ وانكشف الغطاءُ

ومنها:

وإلَّا فاصبروا لجِلادِ يومٍ ... يُعِزُّ اللهُ فيه مَنْ يشاءُ

لساني صارِمٌ لا عَيبَ فيه ... وبَحْري ما تُكَدِّرُه الدِّلاءُ

ولما قال:

هجوتَ محمدًا فأَجَبْتُ عنه ... وعند الله في ذاك الجزاءُ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا حسَّانُ، جزاؤكَ عند الله الجنَّةُ".

وقال مصعبٌ الزبيري: قال حسان أوَّلى هذه القصيدةِ في الجاهلية، وآخِرها في الإسلام.

قلتُ: وحسَّان من شُعراء الحماسة، وهو القائل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015