وفيها توفي
ابن الحارث بن عبد المطَّلب ابن عَمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قد ذكرنا أنه قَدِم على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبيه عند غَزاة الفتح، فأسلما، وغزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة وحُنَينًا، وثبت مع أبيه يومئذ. وأُمُ جعفر جُمانةُ بنت أبي طالب، أخت علي بن أبي طالب.
وفيها توفّيت
ابن أبي ضِرار، أُمّ المؤمنين، وأبو ضرار هو ابنُ حبيب بن عائذ بن مالك بن جَذِيمة، وجَذِيمة هو المُصطلق. وقيل: ابن المصطلق، من خُزاعة، تزوَّجها مُسافع بنُ صفوان الخُزاعي.
وقيل: كانت عند صفوان بن مالك، فقُتل عنها يومَ المُرَيسِيع كافرًا، وعمرُها يومئذ عشرون سنةً. وقد ذكرناها في غزاةِ المُرَيسيع في سنة خمسٍ من الهجرة، وأنها وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شمَّاس.
وحكى ابن سعد عن الواقدي (?) أنَّها كانت تحت ابن عمّ لها يقال له: صفوان بن مالك بن جَذِيمة، ويُقال له: ذو الشُّفْر، فقُتِلَ عنها، فكاتبها ثابت بن قيس بن شمَّاس على تسع أواق، وأنَّها دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت: أنا بنت سيِّد قومه، وقد وقعتُ فيما علمت، فأَعِنِّي على كتابتي. وأنَّه أدى عنها كِتابَتَها وتزوَّجها، وذلك في سنة ستّ أو خمس، عند مُنْصَرَفِه من المُرَيسيع، وقد ذكرناه هناك.
وقال ابنُ سعد (?): حدَّثنا محمد بن عمر بإسناده عن مجاهد قال: قالت جُويرية: يا رسولَ الله، إنَّ نساءكَ يَفْخَرْنَ عليَّ؛ يَقُلْنَ لي: لم يتزوَّجْكِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلم أُعْظِمْ صَداقَك؟ أَلم أُعتِقْ أربعين من قومك؟ ".