أحدها: أنه مات في هذه السنةِ، وهي سنةُ تسعٍ وأربعين. قاله الواقديّ، وأبو معشر، وهشام، وعامة المؤرّخين (?).
والثاني: في سنة ثمانٍ وأربعين؛ قاله الهيثم.
والثالث: في سنة خمسين؛ حكاه ابنُ سعد عن حرب بن خالد؛ قال: مات الحسنُ بن علي لخمس ليالٍ خَلَوْنَ من شهر ربيعٍ الأول (?) سنة خمسين.
وحكى الموفق رحمه الله هذه الأقوال وقال: وقيل في سنة إحدى وخمسين، وثمانٍ وخمسين (?)، والله أعلم.
ذِكْرُ تعزية معاوية لابن عباس في الحسن:
ذكرها ابن سعد، واختلفت رواياتُه فيها:
ففي رواية قال: حدَّثنا محمد بن عمر بإسناده عن عمرو بن ميمون، عن أبيه قال: لَمّا جاء نعيُ الحسنِ إلى الشام استأذن ابنُ عباس على معاوية، وكان ابن عباس قد ذهب بصرُهُ، وكان يقول لقائده: إذا دَخَلْتَ بي على معاوية فلا تَقُدْني، فإن معاوية يشمتُ بي. فلما جلس ابنُ عباس قال معاوية: لأُخبرنَّه بما هو أَشدُّ عليه من أن أشمتَ به، فقال: يا أبا العباس، هلك الحسنُ بنُ عليّ. فقال ابن عباس: إنا لله وإنا إليه راجعون. وعرف ابن عباس أنه شامتٌ به، فقال ابن عباس: أَما واللهِ يا معاوية إنك لا تسدّ حُفْرَتَه (?)، ولا يزيد موتُه في عمرك [فتخلدَ بعده] ولقد أُصِبْنا بأَعظمَ فَقْدًا منه، فجبرَ اللهُ مصيبتَنا، فقال معاوية: ما كلَّمْتُ أَحدًا أَعقلَ من ابن عباس ولا أَعدَّ (?) جوابًا منه.