إنَّه لَبَيْتِي، أعطانيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حياتِه، وما دُفِنَ فيه عُمَرُ وهو خليفة إلا بأمري، وما أثرُ علي بن أبي طالب عندنا بحَسَن (?).
وقال ابن سعد بإسناده عن محرر بن جعفر، عن أبيه قال (?): سمعتُ أبا هريرة يقولُ يومَ دُفِنَ الحسنُ بن علي: قاتلَ الله مروانَ؛ قال: واللهِ ما كنتُ لِأَدعَ ابنَ أبي تراب يُدفنُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دُفِنَ عثمان بالبقيع. فقلتُ: يا مروان: اتَّق الله ولا تَقُل لعليٍّ إلا خيرًا، فأشهدُ لقد سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم خيبر: "لَأُعطينَّ الرايةَ رجلًا يُحبُّه الله ورسولُه" الحديث، وأشهدُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حقّ الحسن: "اللهمَّ إني أُحبُّه فأَحِبَّه، وأَحبَّ من يُحِبُّه". فقال مروان: واللهِ إنك قد أكثرتَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نسمع منك ما تقولُ، فهلمَّ غيرك يوافِقُك على ما تقول: فقلتُ: هذا أبو سعيد الخُدريُّ، فقال مروان: لقد ضاع حديثُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حيث لا يرويه إلا أَنْتَ وأبو سعيد! أما أبو سعيد فقد كان غُلامًا يومَ مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأما أنْتَ فإنَّما جئتَ من جبالِ دَوْس قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير.
وفي رواية ابن سعد أيضًا عن الواقديِّ: فقال أبو هريرة لمروان يومئذ: ما أَنْتَ والٍ، وإنَّ الوالي (?) لَغَيرُك، فَدَعْهُ، ولكنك تدخلُ فيما لا يعنيك، وإِنَّما تريدُ بهذا رضا مَنْ هو غائبٌ عنك. فأقبل عليه مروان مُغْضَبًا وقال: قد أكثَرْتَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديثَ الكَذِبَ (?)، وإنما قَدِمْتَ قبل وفاتِه بيسير. فقال: يا مروان، قَدِمْتُ سنة سبع بخيبر وأنا يومئذٍ قد زِدْتُ على ثلاثين سنةً، فأَقمتُ معه حتى توفيَ، أَدورُ معه في بيوتِ أزواجِه وأخدمُه، وأُصلّي خلفه، وأغزو معه، وأحجُّ معه، وسمعتُه يلعنُك ويلعن أباك، وأنت طليقٌ بن طليق (?). وذكر كلامًا آخرَ، فسكت عنه وصار يتّقيه.