وقد رواه غير ابن سعد وقال: فبكى أبو بكر وقال: هل أنبتَ الشعرَ على رؤوسنا إلا أبوك.
وقال ابن سعد بإسناده عن عمرو الأصمِّ قال (?): قلتُ للحسن بن علي: إنَّ هذه الشيعةَ تزعمُ أنَّ عليًّا مبعوثٌ قبلَ يوم القيامة، فقال: كذبوا، واللهِ ما هؤلاءِ بالشيعة، لو علمنا أنه مبعوثٌ ما زَوَّجْنا نِساءَه ولا اقتسمْنا ماله.
قلتُ: وهذا يدلُّ على أنَّه خَلَّف مالًا وقد ذكرنا هذا المعنى في ترجمته - عليه السلام -.
ذِكرُ وفاته:
قال ابن سعد بإسناده عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال (?): رأى الحسنُ بن علي في منامِه كأنَّه بين عينيه مكتوب: {قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فاستبشر هو وأهلُ بيته، فقصُّوها على سعيد بن المسيّب فقال: إن صَدَقَتْ رؤياه، فقلَّما بقيَ من أجله. فما بقيَ إلا أيامًا حتى مات.
واتفقوا على أنه مات مسمومًا، واختلفوا فيمن سمَّه، فقال ابن سعد بإسناده عن عبد الله بن حسن قال: كان الحسنُ بن علي رجلًا كثير النكاحِ للنساءِ، وكُنَّ قلَّما يَحْظَينَ عنده، وكان قلَّ امرأة تزوَّجها إلا أحبَّتْهُ وضَنَّت به (?)، فيقال: إنه سُقِيَ السُّمّ، ثم أفلت، ثم سُقي فأَفلت، ثم كانت الآخِرة، فتوفي فيها، فلما حضرته الوفاةُ قال الطبيب وهو يختلف إليه: هذا رجلٌ قد قَطَّع السُّمُّ أمعاءَه، فقال أخوه الحسينُ: يا أبا محمد، أَخبِرني من سقاك؟ قال: ولمَ يا أخي؟ قال: أقتُله -واللهِ- قبل أن أدفنك، فقال: يا أخي، إنما هذه الدنيا ليالٍ فانية، دَعْهُ حتى ألتقيَ أنا وهو عند الله. فأبى أن يُسَمِّيَه.
قال ابن سعد: وقد سمعتُ بعضَ مَنْ يقول: كان معاويةُ قد تلطَّفَ لبعضِ خدمه أن يسقيه سُمًّا.