وقال ابنُ سعد: حدثنا خلَّاد بن يحيى، عن سفيان الثوريّ قال: حدَّثني أسلم، عن رجل، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لقيس بن عاصم: "هذا سَيِّدُ أَهلِ الوبَر".

وقال ابن سعد بإسناده عن مطرِّف، عن حكيم بن قيس بن عاصم قال: أوصى [قيس بن عاصم] بنيه عند موته فقال: يا بَنِيَّ، سوِّدُوا عليكم أكْبَرَكُم، فإن القومَ إذا سوَّدوا أكبرهم خَلَفُوا آباءهم، وإذا سوَّدوا أصغرَهم أَزْرى بهم عند أكفائهم، وعليكم بالمالِ واصطناعِه، فإنه مَأْبَهَةٌ للكريم، ويُسْتَغْنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألةَ الناس، فإنَّها من أَخِرِ مكسبة الرجل (?)، ولا تنوحوا عليَّ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنَحْ عليه، ولا تدفنوني حيثُ تشعر بي بكر بن وائل، فإني كُنْتُ أُغاولُهم في الجاهلية.

قلت: أما قولُه: سوِّدوا أكبركم، فهذا على شرطِ أن يكونَ أهلًا للسؤدد، سالكًا مسلَكَ أبيه في الحلم والجودِ ومكارمِ الأخلاق، وكم من صغيرٍ أمثلُ من كبير؛ قال الله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيمَانَ} [الأنبياء: 79].

وقوله: قد كُنتُ أُغاولهم في الجاهلية، قد ذكرنا بعضَ واقعاته في صدر الكتاب في أيام العرب.

وقال هشام: لما احتُضِر قيس؛ بكى، فقيل له: ما يُبكيك؟ فقال: أَخافُ أن يموتَ الحِلْمُ بعدي.

وقيس بن عاصم من شعراء الحماسة (?).

أَسند قيسٌ الحديثَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وليس في الصحابة من اسمُه قيس بن عاصم سوى رجلين؛ أحدهما هذا، والثاني أسدي، وله رؤية، وليس له رواية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015