وقال ابن عبد البَرِّ (?): لَمّا شاورَ معاويةُ أهلَ الشامِ فيمن يولِّيه الخلافة، وأشاروا بعبد الرحمن؛ أَسَرَّها معاويةُ في نَفْسِه، ثم إن عبد الرحمن مرضَ، فأمر معاويةُ طبيبًا يهوديًّا كان مكينًا عنده، واسمُه ابن أُثال، وضَمِنَ له معاويةُ مالًا مع إسقاط خَراجِه وتَوْليته حمص، فسقاه شَرْبَة، فمات.
وقيل: كان الطبيبُ نصرانيًّا.
قال مَنْ سمَّينا من العلماء (?): ولما شاع ذلك قَدِمَ [خالد بن] عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المدينةَ، فجلس إلى عروة بن الزبير، فسلَّم عليه، فقال: من أَنْتَ؟ [فعرّفه نفسه]، فقال له عروة: ما فعل ابنُ أُثال؟ كأنَّه عَيَّره. ففهم خالد ولم يتكلَّم، وقام من ساعتِه، فسار إلى دمشق -وقيل: إلى حمص- ومعه نافع مولاه، وكان ابنُ أُثال يَسْمُرُ عند معاويةَ، فرصداه ليلةً، فخرج، فضرباه بالسيف حتى قتلاه (?). وأرسل معاويةُ فحبس خالدًا وغرَّمه دِيَةَ ابنِ أُثال، ولم يُقِدْه منه.
ولَمّا ضربَ خالدٌ ابنَ أُثال قال:
أنا ابنُ سيفِ الله فاعرفوني ... لم يَبْقَ إلا حَسَبي وديني
وصارمٌ صلَّ به يميني
ثم رجع خالدٌ إلى المدينة، فأتى عروةَ، فسلَّم عليه، فقال له عروةُ [ما فعل ابنُ أُثال؟ قال: قد كفيناك إياه، ولكن] ما فعل ابنُ جرموز (?)؟ فسكت عروةُ.
وذكره الشيخ الموفَّق رحمه الله فقال (?): لما انصرف خالد بن عبد الرحمن إلى المدينة بعد قتل ابنِ أثال قال: