وكان مقيمًا بالمدينة، يا معاويةُ، أمَّا قولُك: إنَّا نطلبُ ما عندك، فوالله مالكَ فيما في يَدَيك إلا مثل ما لرجل من المسلمين، وأما عداوتُنا لك؛ فإن شئتَ رَدَدْناها، وأمَّا هجاؤنا إياكَ فقولٌ ثَبَتَ حقُّه، وزال باطلُه، وأما وصيَّةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بنا؛ فَمَنْ آمَنَ به يحفظُها من بعده، فدوند ما أنْتَ فيه، فإنما مثلك كقول القائل:

يا لكِ من قُبَّرَةً بِمَعْمَرِ ... خلا لكِ الجوُّ فبِيضي واصْفِرِي

ونَقِّري ما شئتِ أَنْ تُنَقِّرِي (?)

فلم يردَّ عليه معاويةُ جوابًا (?).

واختلفوا لِمَ ادَّعى معاويةُ نَسَبَ زيادٍ وأَلحقه لأبيه؟ على قولين:

أحدهما: لمَّا كان زياد قد جمع من الأموال، فأرادَ استخلاصَها منه.

والثاني: لأنَّه خافَ منه أن يُوَلّيَ بعضَ أهل البيتِ؛ لأنه كان واليًا على المشرق، وبيده نصف الدنيا، فخاف منه، فاستماله. ذكر القولين أبو اليقظان.

وفيها توفي

الحارث بن خَزْمَة

ابن عديّ بن أُبيّ بن غَنْم بن سالم بن عون بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وهو من القَواقِلة؛ حليفٌ لبني عبد الأشهل. وكُنيةُ الحارث أبو بشير، وهو من الطبقةِ الأُولى من الأنصار، وآخى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين إياس بن [أبي] البُكَير. وشهد الحارثُ بدرًا وأُحدًا والخندق والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن سعد (?): ومات بالمدينةِ سنة أربعين وهو ابن سبعٍ وستين سنةً، ولا عَقِبَ له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015