حديثَك، مَنْ كان الرجلُ يا رسولَ الله؟ قال: "ذاك جبريلُ، ولو سلَّمتَ لردَّ عليك السلامَ" (?).

وحكى أبو القاسم بن عساكر عن خليفة (?) عن سفيان بن عُيَينة قال (?): قال عمر بن الخطاب لمحمد بن مسلمة: كيف تراني يا محمد؟ فقال: قويًّا على جمعِ المالِ، عفيفًا عنه، عادلًا في القسمة، ولو مِلْتَ عدَّلناك كما يُعَدَّل السهمُ في الثِّقاف (?). فقال عمر: الحمد للهِ الذي جعلني في قومٍ إذا مِلْتُ عدَّلوني.

وحكى عن الواقديِّ قال (?): حكى محمدُ بنُ مسلمة أنه كان يومًا جالسًا عند مروان بالمدينةِ وعنده ابنُ يامين [فقال مروان: كيف كان قَتْلُ ابنِ الأشرف؟ قال ابنُ يامين]: كان غَدرًا. فغضب محمد وقال: يا مروان، تسمعُ هذا وأَنْتَ ساكتْ؟ ! أَيُغَدَّرُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عندَك؟ واللهِ ما قتلناه إلّا بأمره، واللهِ لا يجمعني وإياك سقفٌ أبدًا إلا سقفُ المسجد، وأما أنت يا ابنَ يامين، فللَّهِ عليَّ إن قَدَرْتُ عليك وفي يدي سيفٌ لأضربنَّ به رَأسَكَ.

فكان ابنُ يامين لا ينزل من بني قريظة حتى يبعث رسولًا ينظر إن كان محمدٌ في بعضِ ضِياعه نزل، وإلا فلا.

فبينا محمد في جِنازة بالبقيع إذ رأى ابنَ يامين، وكان هناك عُلِّيَّةٌ من جريد، فأخذ منها سَعَفًا (?)، وجعل يضرب به رأْسَ ابن يامين ويقول: واللهِ واللهِ لو أَنَّ معي سيفي لضربتُك به. وقد ذكرنا هذا فيما تقدَّم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015