يا أهل العراق، لقد قتلتُم رجلًا ما سبقه مَن كان قبلَه، ولا يُدركه مَن يأتي بعده، قبضه الله في الليلة التي رفع فيها إليه عيسى بن مريم، وقُبض فيها يُوشَع بن نون، وأنزل الله فيها القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم - (?). وأقام الحسن أيامًا يُفكّر في أمره.
وحكى ابن يونس (?) عن الزهري، وذكر هشام: أن عليًّا - عليه السلام - جعل قيس بن سعد على مُقَدّمة أهل العراق في أربعين ألفًا، وولّاه أذربيجان، فبينما قيس على ذلك استُشهد علي - عليه السلام -، واستخلف الحسن، وكان الحسن لا يُريد القتال، ولكن يريد أن يأخُذَ لنفسه ما استطاع من معاوية، ثم يدخل في الجماعة، وعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يُوافقه على رأيه، فنزعه عن أَذْرَبيجان، وأمَّر عليها عُبيد الله بن عباس، ولما علم عُبيد الله بما في نفس الحسن كتب إلى معاوية يَطلب الأمان لنفسه، ولما أصاب من الأموال، فأجابه معاوية إلى ذلك.
وكتب ابن عباس إلى الحسن كتابًا يُعزّيه فيه بأمير المؤمنين، ويقول له: شَمِّر للحرب، وجاهد عدوَّك، واشتر مِن الظَّنين دينه بما لا يَثْلُم دينك، وولّ أهل البيوتات لتَستَصلِحَ به عشائرهم (?).
وقال هشام: ولما بلغ معاوية وفاة أمير المؤمنين خطب فقال: إن الله أباح ابنَ أبي طالب مَن قتله؛ ببغيه وظُلمه وقطيعته لرَحمه، وقد وَلي مكانه ابنُه، وهو غِرّ حَدَث لا خِبرة له بالسياسة والحرب.
وقد كتب إلي مَن قِبَلُه يلتمسون الأمان، وكان ذلك مَكيدة من معاوية (?).
وبلغ الحسن فكتب إلى معاوية: من الحسن بن علي أمير المؤمنين وابن أمير