وَيلك، تركتَ أمير المؤمنين لا نَسْلَ له، فقتله وصَلَبه.
والأول أصح، ذكره الطبريّ (?) وغيره.
قال هشام: جلس في تلك الليلة عند السُّدّةِ بمصر ينتظر عمرو بن العاص، فاتّفق أن عَمْرًا اشتكى بطنَه في تلك الليلة، فأمر خارجة بن أبي حَبيبة (?) أن يُصلّي بالناس، وكان صاحب شُرطته، فشَدَّ عليه عمرو وهو يظنّ أنه عَمْرًا، فقَتَله.
وقد ذكرنا ترجمةَ خارجة في هذه السنة، وأخذ عَمرًا الناسُ، فأتَوا به إلى عمرو بن العاص، وسلّموا عليه بالإمرة فقال عمرو: مَن هذا؟ قالوا: عَمرو بنُ العاص، فقال: يا فاسق، والله ما ظننتُه غيرك، فقال عمرو: أردتَ عَمرًا، وأراد الله خارجة، فذهبت مَثَلًا، وقد ذكرنا ذلك.
وأمر بقطع يديه ورجليه وقَتْله، فلما أراد قَتْلَه بكى، فقال له: أجَزِعتَ؟ قال: لا والله، وإنما أبكي كيف قتلَ صاحباى عليًّا ومعاوية ولم أقتل أنا عَمْرًا، وكتب معاوية إلى عمرو: [من الطويل]
وَقَتْكَ وأسبابُ المَنُون كثيرةٌ ... مَنِيَّةُ شيخٍ من لؤيِّ بن غالبِ
فيا عَمرو مَهْلًا إنما أنت عَمُّه ... وصاحِبُه دون الرِّجالِ الأقارِبِ
نَجوتَ وقد بَلَّ المُرادِيُّ سيفَه ... منْ ابنِ أبي شيخِ الأباطحِ طالبِ
ويَضربني بالسيفِ آخرُ مثلُه ... فكانت عليه تلك ضَربَةَ لازب
وأنت تُناغي كلَّ يومٍ وليلةٍ ... بمِصْرِك بِيضًا كالظِّباء السَّواربِ (?)