قال الواقدي: فحدثني هشام بن الغاز، عن عُبادة بن نُسيّ قال: سار ابنُ هرقل من القسطنطينية في ألف مركب؛ مملوءة من العُدد والأموال والرجال، وبِحمْلٍ لم يُرَ مثله، فلما توسَّطَت المراكبُ اللجَّة أرسل الله عليها قاصفًا، فغرق الجميع، ونجا ابنُ هرقل في مركب صغير؛ ألقته الريح إلى جزيرة صِقِلية، فدخل الحمّام، فدخلوا عليه وقالوا: أهلكتَ دين النصرانية بشُؤم زُحَلِك، فقتلوه.

فصل وفيها تُوفّي.

عامر بن ربيعة

ابن مالك بن عامر بن ربيعة بن حُجْر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رُفَيدة بن عَنْز بن وائل بن عبد الله العَنْزي العَدوي، حليفُ الخطّاب بن نُفَيل والد عمر بن الخطاب.

قال البُخاريّ: عَنْز بإسْكان النون حيّ من اليمن.

وقال الدارقطني: عَنْز بن وائل؛ أخو بكر بن وائل.

وقال ابن سعد: ولما حالف الخطَّاب تبنّاه، فكان يُقال: عامر بن الخطاب؛ حتَّى نزل قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فرجع عامر إلى نسبه، فقيل عامر بن ربيعة (?).

وعامر من الطبقة الأولى من المهاجرين، أسلم قديمًا قبل دخول النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وكانت معه امرأتُه ليلى بنت أبي حَثْمة العدويّة، وهاجر إلى المدينة، فلم يَقدُمها أحدٌ قبله إلّا أبو سلمة بن عبد الأسد، وزوجةُ عامر أولُ ظَعينةٍ قَدِمت المدينة مُهاجرة.

وآخى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - بينه وبين يزيد بن المنذر (?) الأنصاري، وشهد عامر بدرًا وأحدًا والمشاهد كلَّها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقدم مع عمر الجابية في سنة ست عشرة، وعقد عمر لواءه ودفعه إلى عامر.

قال ابن عبد البر (?): ويزيد بن المنذر الذي آخى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - بينه وبين عامر؛ شهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015