وأمَّا عُبيد الله فهو الجواد، توفي سنة سبعٍ وخمسين.
وأمَّا عبد الرحمن فمات بالشام، وقيل: استُشهد باليرموك.
وأمَّا قُثم فكان أشبهَ النَّاس برسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -؛ لأنَّه آخر مَن خرج من قبره، وولاه عليّ رضوان الله عليه مكّة، فلم يَزل عليها إلى أن مات (?)، وقيل: المدينة، وليس له عَقِب، وغزا خُراسان وعليها سعيد بنُ عثمان بن عفّان، فقال له: يا ابن عمّ، أضربُ لك بألف سهم؟ فقال: يَكفيني سهمٌ واحد، وكان ذلك في أيَّام مُعاوية.
وكان قُثَم ورعًا فاضلًا، مات بسَمَرقند، وكان رَضيع الحسين - رضي الله عنه -، أرضعتْه لُبابَة بلبانها.
وأمَّا مَعْبَد بن العباس فكان من أصاغر وَلَدِ العباس، ووَلَد مَعْبد عبدَ الله والعباس وميمونة، أمُّهم أمُّ جَميل بنت السَّائب، هلاليّة، وعمر وآيبة وحفصة لأمّهات الأولاد، ولمعبد بقيّةٌ وعَقبٌ كثير.
وكان مَعبد شخص في خلافة عثمان رضوان الله عليه إلى إفريقية غازيًا مع عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح فاستُشهد بها، وكُنيتُه أبو عبد الرحمن.
ومن ولده عبد الله الأكبر بن مَعْبد، رُوي [عنه] الحديث، وولدُه العباس بن عبد الله بن مَعْبد، وَلّاه أبو جعفر مكّة والطائف، وهو أوّلُ مَن أظهر السَّوادَ بالحجاز.
فهؤلاء الستة، وهم: الفضل وعبد الله وعُبيد الله وعبد الرحمن وقُثَم ومعبد من أمِّ الفضل لُبابَة الكُبرى، وفيهم يقول عبد الله بنُ يزيد الهِلالي، وقيل: يزيد بن عبد الله: [من الرجز]
ما وَلَدتْ نَجيبَةٌ من فَحْلِ
كسِتَّةٍ من بطنِ أمِّ الفَضْلِ
وفيهم يقول أيضًا: [من الطَّويل]
ونحن وَلَدْنا الفَضْلَ والحَبْرَ بعده ... عَنَيتُ أبا العبَّاسِ ذا الفَضْل والنَّدى