أقْنَى الأنف، عظيم [العرنين، سهل] الخدَّين، بادِنًا، ربقًا، جميلًا، عاقلًا، مَهيبًا، جوادًا.

وكان يَتّجر في الجاهلية إلى خُراسان وغيرها، وكان رئيسًا في الجاهلية، إليه السِّقايةُ وعمارةُ المسجد الحرام، ولا يمكّن أحدًا يتكلّم في المسجد الحرام بهُجْر.

أسلم بمكة قبل بدر، وقيل: قبل أن يُهاجر رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم-، وأسلمتْ أمُّ الفضل معه، وكان مُقامُه بمكة عينًا ومُعينًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يكتب إليه بالأخبار، وكان مَن كان بمكة من المؤمنين يَتَقَوَّوْنَ به، ولقد كان يَطلبُ أن يَقدُمَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكتب إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مقامُك بمكة مُجاهدًا أحسنُ" فأقام بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يَكتُم إسلامه.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ بدر: "مَن لَقي العبّاسَ منكم فلا يَقْتُلْه؛ فإنَّه خرج مُستكرَهًا"، فلَقيه أبو اليَسَر، فقال له: أتُقاتل ابنَ أخيك وقد نهى عن قَتلك؟ فقال: ليس ذلك بأوَّلِ صِلتِه وبرِّه، فأسره أبو اليَسَر.

وقال سهل بن سعد: استأذن العبّاسُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة، فقال: "اطمئنَّ يا عمّ؛ فإنَّك خاتَم المهاجرين كما أنا خاتم النبيّين".

وفادى العباسُ نوفلًا، وعَقيلًا ابنَ أخيه، ثم رجعوا إلى مكّة ثم أقبلوا إلى المدينة مُهاجِرين.

قال عَقيل بن أبي طالب للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: مَن قتلْتَ من أشرافهم، أنحن فيهم؟ فقال له: "قُتل أبو جهل" فقال: الآن صفا لك الوادي، وقال له عَقيل: إنه لم يَبقَ من أهل بيتك أحدٌ إلَّا وقد أسلم، فقال له رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "فقُلْ لهم فلْيَلْحقوا بي"، فلما أتاهم عَقيل بهذه المقالة خرجوا فقوموا المدينة بأولادهم وأهاليهم.

وكان قُدومُ العبّاس ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب من مكّة على رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في أيَّام الخندق، وشيَّعهما ربيعةُ بن الحارث بن عبد المطَّلب في مَخرجهما إلى الأبواء، ثم أراد الرجوع إلى مكّة، فقال له عمّه العباس وأخوه نَوفل بن الحارث: إلى أين تَرجع؟ إلى دار الشِّرك، يُقاتلون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويُكذّبونه؛ وقد عز رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015