إلَّا بالجنازة على ظهر الطريق، قد كادت الإبل أن تَطأَها، فقام إليهم الغلام وقال: هذا أبو ذر صاحبُ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم-، فأعينونا على دَفْنه، فاستهلَّ عبد الله يبكي ويقول: صدق رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "تمشي وَحدَك، وتموتُ وحدَك، وتُبعَثُ وحدك"، ثم نزل هو وأصحابُه فوَارَوْه، ثم حَدَّثهم ابنُ مسعود حديثه، وما قال له رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في مسيره إلى تبوك، ثم قدم عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - المدينة، فمات بعد عشرة أيَّام (?).

وأسند أبو ذر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - مئتي حديث وأَحَدًا وثمانين حديثًا، وشهد فتح بيت المقدس والجابية مع عمر رضوان الله عليه، وليس له عَقِب، ويقال: كانت له ابنةٌ.

وحكى ابن سعد قال: وتبعتْه جُوَيرية سوداء، قيل له: هذه ابنتُك؟ قال: تَزعمُ أمُّها ذلك (?). وعبادة بن الصَّامت ابنُ أخي أبي ذر.

الحارث بن نوفل

ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه ظُرَيبة من بني دُهْمان من الأزد، من الطبقة الثَّانية من المهاجرين، كان رجلًا على عهد رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم-، وأسلم عند إسلام أبيه نَوفل، وصحب رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم-، وروى عنه الحديث، واستعمله رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - على بعض أعمال مكّة، ثم ولّاه أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم مكّة، ثم انتقل إلى البصرة، واختطَّ بها دارًا، ونزلها في أيَّام عبد الله [بن عامر بن كريز]، ومات بالبصرة في خلافة عثمان رضوان الله عليه.

وكان له من الولد عبد الله الملقَّب بَبَّة، وهو الذي اصطلح عليه أهلُ البصرة أيَّام ابن الزُّبير، وولد في زمن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم-، وحَنّكه ودعا له، ومحمد الأكبر، ورَبيعة وعبد الرحمن ورَمْلة وأمُّ الزُّبير وظُرَيبة، وأمّهم هند بنتُ أبي سفيان صخر بن حرب بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015