على يَدَيْ عبد اللَّه بن عامر، فقال له الناس: ما فتح اللَّه تعالى لأحدٍ بمثل ما فتح عليك: فارس وكرمان إلى سجستان (?) وعامة خراسان، فقال: لا جَرَم، لأجعَلَنّ شُكري للَّه تعالى أن أخرجَ من مَوضعي هذا مُحرِمًا، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عُثمان رضوان اللَّه عليه لامَه على ما صَنَع، وقال: ليتك تَضبط من الوقت الذي يُحرم فيه الناس.
وكنار المذكور كان ملِك تلك الدّيار في زمن كسرى، وكان مجوسيًا يَعبد النار، وكأنه أحسَّ بانقراص دولة الفُرس وغَلَبةِ المسلمين، فلما غَلبوا تَقَبَّل أهلُ البلدة منهم.
فصل: وحجَّ بالناس أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضوان اللَّه عليه (?).
فصل وفيها توفي
واسمه عُوَيمر بن زيد بن قيس بن عائِشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج، وقيل غير ذلك، وأمه محبَّة بنت واقد بن عمرو بن الإطْنابة، وهو من الطبقة الثانية من الأنصار، وكان آخِرَ أهل داره إسلامًا، وكان عبد اللَّه بن رواحة أخًا له في الجاهلية، وكان يدعوه إلى الإسلام وهو يأبى عليه، فرَصَده يومًا، فخرج من بيته، فجاء ابن رواحة، فدخل بيتَه وامرأتُه جالسة تَمشُط رأسها، فقال: أين أخي؟ قالت: قد خرج، فدخل بيت الصَّنَم ومعه قَدُوم، فكسره أفلاذًا وقال: [من الطويل]
تَبَرَّأْتُ من أسما الشَّياطين كلِّها ... ألا كلُّ ما يُدعى مع اللَّه باطلُ
فلما سمعت المرأةُ صوتَه قالت: ما فعلتَ يا ابن رواحة؟ ! أهلكْتَني.
وجاء أبو الدرداء فرأى الصنمَ أفلاذًا، فقال: مَن فعل هذا؟ قالت امرأتُه وهي تبكي