الأسود بن حرام.
وهو أحدُ بني حُدَيْلة. واختلفوا فيها: فقال ابنُ مَنْدَه: حُدَيْلَةُ اسمُ أبيهم معاوية بن عمرو.
وكُنيةُ أُبيّ: أبو المنذرِ، كنَّاه بها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وكنّاه عمر بن الخطاب أبا الطُّفَيْلِ.
وقال ابنُ مَنْدَه: سمَّاه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سيَّدَ الأنصارِ وأوحدَ القُرَّاء.
وأُبيّ من الطبقة الأولى من الأنصارِ، وشهد العَقَبةَ مع السبْعِين، وبدرًا وأُحدًا والمشاهِدَ كُلَّها مع رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وكان يُسَمّى الكامل في الجاهليةِ؛ لأنه كان يُحسِنُ الكتابةَ والرَّميَ والسّباحةَ، وهو كاتِبُ الوحي، وأحدُ القُرَّاءِ الذين جمعوا القُرآن على عهدِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حِفْظًا، وأحدُ أربابِ الفتوى على عهدِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأَمَرَ اللَّهُ رسولَه أن يقرأ عليه القُرآن.
ذِكرُ صفته: حكى ابنُ سعد عن الواقدي، عن أشياخهِ قال: كان أُبيٌّ رجلًا دَحْداحًا، ليس بالقصير ولا بالطويلِ، أبيضَ الرأسِ واللحيةِ، لا يُغيِّرُ شَيْبَه.
وقال ابن سعدِ بإسناده عن أبي نَضْرةَ قال: قال رجلٌ منّا يقال له جابر أو جُوَيبر: طلبتُ حاجةً إلى عمر في خلافتِه، وإلى جَنْبهِ رجلٌ أبيضُ الشّعر أبيضُ الثيابِ، فقال: إنَّ الدنيا فيها بلاغُنا وزادُنا إلى الآخِرةِ، وفيها أعمالُنا التي نُجْزى بها في الآخِرَةِ، فقلتُ: مَن هذا يا أميرَ المؤمنين؟ فقال: هذا سيَّدُ المسلمين أُبيُّ بن كعب (?). وفي روايةٍ: إن الدنيا فيها بلاغُنا، وهي زادُنا إلى الآخرةِ.
ذِكرُ بعض فضائله: قال أحمد بإسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأُبيّ بن كعب: "إنَّ اللَّه أمرني أن أقرأَ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البينة: 1]، قال أُبيّ: أوَسمَّاني اللَّه لك؟ قال: "نعم"، فبكى. أخرجاه في "الصحيحين"، وللبخاري: أوَذُكِرْتُ عند ربّ العالمين؟ قال: نعم فذَرَفَتْ عيناه (?).
وإنما خصَّ سورة "لم يكن" لما فيها من التوحيدِ والرسالة والمعاد وغير ذلك.