خلص إليَّ من علمه ما يَخلُص إلى العذراء في سِترها، فقال: إن اللَّه بَعث محمدًا بالحق، فكنتُ فيمن آمن بما بُعث به، واستَجبتُ اللَّه ولرسوله، وهاجرتُ الهجرتَين كما قلتَ، ونِلتُ صِهرَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وبايعتُه، فواللَّه ما غضبتُه (?) ولا غَشَشْتُه حتى توفاه اللَّه، وصحبتُ أبا بكرٍ وعمر مثله، ثم استُخلفتُ، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلت: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تَبلغُني عنكم، أمَّا ما أحدث من شأن الوليد فسآخذُ فيه بالحقِّ إن شاء اللَّه تعالى، ثم دعا عليًّا فجلده، وفيه يقول الحُطيئة: [من الكامل]
شهد الحُطيئةُ يومَ يَلقى ربَّه ... أنّ الوليد أحقُّ بالعُذْرِ
نادى وقد تَمَّتْ صَلاتُهم ... أأزيدُكم ثَمِلًا ولا يدري
ليزيدَهم أخرى ولو قبلوا ... لأتَتْ صَلاتُهم على العَشْرِ
فأبَوْا أبا وَهْب ولو قَبلوا ... لَقَرَنْتَ بين الشَّفْعِ والوِتْر
حَبَسوا عِنَانَك إذ جَمَحْتَ ولو ... خَلّوا عِنانَك لم تَزل تجري (?)
وقد حُدَّ في الخمر في صدر الإسلام جماعةٌ منهم: عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضوان اللَّه عليه، وقيل: عبد الرحمن أخوه، وقُدامة بن مَظْعُون، حدَّه عمر رضوان اللَّه عليه ولم يُحدَّ من أهل بدر في شُرب الخمر سواه، وعاصم بن عمر بن الخطاب، حدَّه على ما قيل بعضُ ولاة المدينة، وأَبو مِحْجَن الثقفي، حدَّه سعد بن أبي وقاص -رضي اللَّه عنه-، وعبد اللَّه بن عروة بن الزبير، حدَّه هشام بن إسماعيل المخزومي، وعبد العزيز بن مروان، حَدّه عمرو بن سعيد الأَشْدَق في آخرِين.
وقال الواقدي: ولما ولَّى عثمانُ سعيدَ بنَ العاصِ الكوفةَ وقَدِمها قال: لا أصعَدُ