فصل وفيها تُوفّي
ابن خَلَف بن وَهب بن حُذافة السَّهْمي، كان قد شهد بدرًا مع الكفار، وبعثوه طَليعةً ليَحْزُرَ لهم الصحابةَ ففعل، وأُسِرَ ابنُه وهب بن عُمَيْرٍ، أسره رِفاعةُ بن رافعٍ، فلما قدم عُمير مكة جلس في الحِجْرِ وقال: لولا عيالي ودَيْني لاغتلتُ محمّدًا وقتلتُه، فقال له صفوانُ بن أُمية: عليَّ دَيْنُك، وعِيالُكَ عِيالي.
فخرج إلى المدينةِ، فدخل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ما الذي أَقْدَمَك؟ قال: قَدِمتُ في فكاكِ ابني، فقال له رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كُنْتَ قاعِدًا في الحِجْرِ، وقلتَ لصفوان كذا، وقال لك كذا، فقال: واللَّهِ ما كان معنا ثالث، فأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، وأنَّك رسولُه (?)، وأسلم وحَسُنَ إسلامُه، وشَهِد أُحُدًا مع رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد ذكرنا قِصّته مع صفوان بن أُمية عقيب غزاة بدر، وبقي إلى هذه السنةِ، فتوفّي بالمدينةِ، وليس له رواية، رحمه اللَّه. انتهت ترجمته (?).
ابن حَديدة بن عمرو بن سواد الأنصاري، من الطبقة الأولى من الأنصار، وكُنيته أبو زيد، من الستة الذين أَتَوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة فأسلموا قبل الناس.
شهد العَقَبَتَيْن وبدرًا وأُحدًا والمشاهد كلَّها مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان من الرُّماة المشهورين المذكورين، وجُرح يوم أُحد تسعَ جِراحات، وكانت معه يوم الفتح راية بني سلمة من الأنصار، وألقى يوم بدر حَجَرًا بين الصَّفَين وقال: لا أَفِرُّ حتى يفرّ هذا الحَجَر، وبعثه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى تبَالَة إلى حيٍّ من خَثْعَم، فاستاق الغنم وسبى، سنةَ سبعٍ من الهجرة، وليس له عَقِبٌ، والعقب من أخيه لأبويه: