الباب الثالث في ذكر عثمان -رضي اللَّه عنه-

[هو عثمان] بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي -رضي اللَّه عنه-، وكان يُكنى بأبي عمرو وبأبي عبد اللَّه، وأمُّه أَروى بنت كُرَيْز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مَناف، أسلمت أم عثمان، وأمُّها أمُّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم، عَمَّةُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأمُّ عثمان بنتُ عمِّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

ووُلد في السَّنة السادسة بعد الفيل (?)، قال سيف: وبويع لثلاثٍ مَضَينَ من المحرَّم سنة أربع وعشرين، فصلَّى بالناس العصر، وكان مُؤذِّنُ صُهَيب قد أَذَن (?).

وولي وهو ابن تسع وستين سنة، وهو أوّل خليفةٍ اختَلفوا عليه.

ولما بُويع خرج إلى الناس فخَطَبهم، فحمِد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن أوَّلَ مَركَبٍ صَعبٌ، وإن بعد اليوم أيامًا، وإن أَعِش تأتِكم الخُطَب على وَجْهها، وما كُنّا خُطباء، وسيُعَلِّمنا اللَّه تعالى (?).

ذكر صِفته:

قال الواقدي: كان عثمان [رجلًا] ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيضَ رَبْعَة -وقيل: أسمر اللون- رقيقَ البشرة، حسنَ الوَجْه، عَظيمَ الكَراديس، بعيدَ ما بين المنكِبَيْن، كثيرَ شعر الرأس، وكان يُصَفِّر لحيتَه.

وقال الحسين: رأيتُ عثمانَ وبوَجهه جُدَريٌّ، وشَعرُ يديه قد كسا ذراعيه.

وحكى أبو بكرٍ النقاشِ أنَّه كان وَضيئًا، أبيض مُشْربًا بصُفْرةٍ، حَسَنَ الثَّغْرِ، له جُمَّةٌ أسفلَ أُذنَيْه، خَدَلَّجَ الساقين.

وقال هشام: كان أَضْلَع، وأعداؤه يُسَمُّونه نَعْثَلًا. وقال الجوهري: ونَعْثَلٌ: رجلٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015