وزار أبو سفيان ابنَه معاوية بالشام، ثم رجع فدخل على عمر رضوان اللَّه عليه، فقال له: أجِزْنا يا صخر، فقال: ما أصبْنا شيئًا فنُجِيزك منه، فأخذ عمر رضوان اللَّه عليه خاتَمه من يده، وجعل يُقلِّبه، وغافله ثم بعث به إلى هند، وقال للرسول: قل لهند: يقول لك أبو سفيان: ابعثي إليَّ بالخُرجَيْن اللذين وصلا معي من الشام، فبعثَتْ بهما، وإذا فيهما عشرة آلاف درهم، فألقاهما عمر رضوان اللَّه عليه في بيت المال، فلما ولي عثمان -رضي اللَّه عنه- رَدَّ الخُرجَيْن إلى أبي سفيان، فقال: لا آخذُ ما لم يَرْضَه لي عمر (?).

وكان سببُ مُقاسمته لهم أنه ولّاهم وهم فقراء، فأَثْرَوْا وكَثُرتْ أموالُهم.

وسمع قائلًا يقول: [من الطويل]

نَحُجُّ إذا حَجُّوا ونَغزو إذا غَزَوْا ... كأنا لهم وَفْرٌ ولسنا بذي وَفْرِ

إذا التّاجرُ الهنديُّ جاء بفارَةٍ ... من المِسك أضحت من مَفارِقهم تَجري

فدُونَك مال اللَّه حيث وَجَدْتَه ... سيَرضَون إن شاطرتَهم منك بالشَّطرِ (?)

أسند الحديث، قال ابنُ البَرْقي: روى عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خمس مئة وتسعة وثلاثين حديثًا، وروى عنه جملةٌ من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- أجمعين. انتهى ما يتعلق بعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-.

فصل: غَيْلان بن سَلَمة الثقفيّ

ذكره ابن سعد فيمن أسلم يوم الفتح، وقد ذكرناه في غزاة الطائف وهو الذي أسلم وتحته عشر نسوة، فأمره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يختار منهن أربعًا، فلما كان في عهد عمر طَلَّقَ نساءه، وقسم ماله بين ورثته، فلقيه عمر بن الخطاب، فقال: إني أظن أن الشيطان فيما يسترقُ من السَّمع سمع بموتك، فقذفه في نفسك، ولعلَّك لا تمكُثُ إلّا قليلًا، وايْم اللَّه، لتُرجِعنَّ نِساءَك، أو لأُورثهنَّ من مالك، ولآمُرَنَّ بقبرك أن يُرْجَمَ كما رُجم قبرُ أبي رِغال، يعني أبا ثقيف، قال: فراجع نساءه ورجع في مالهِ، فما مَكث سبعًا حتَّى مات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015