ثم قال: في أهل أُحُدٍ ما بقي منهم أحد، وليس فيها لطَليق ولا لوَلدِ طَليق ولا لمسلمة الفتح شيءٌ (?).

وقيل له: ألا تَستَخْلِفُ وَلَدَك؟ فقال: يَكفي واحدٌ من آل الخَطّاب، يُؤتى به يوم القيامة مَغْلُولَة يَدُه إلى عُنُقِه.

وقال: إن هذا الأمر لا يَصلُح إلّا بالشدَّةِ التي لا جَبريّة فيها، وباللين الذي لا وهن فيه.

وقال عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما-: دخل الرَّهْطُ على عمر قبل أن يَنزِلَ به فقال: إني قد نظرتُ لكم في أمر الناس؛ فلم أجد عند الناس شِقاقًا إلّا أن يكون فيكم -وكان طلحةُ -رضي اللَّه عنه- في أمواله بالسَّراة- ثم قال: قوموا فتشاوروا وأمِّروا أحدَكم.

فقاموا يَتشاورون، فدعاني عثمان مرةً أو مرَّتَين ليُدخِلَني في الأمر، فقلتُ: ألا تَعقِلون؟ ! أتُؤَمِّرون وأمير المؤمنين حيٌّ؟ فواللَّه لكأنما أَيقَظتُ عمر من مَرْقَدِه، فقال: أمْهِلوا، فإن حدث بي حَدَثٌ فلْيُصَلِّ لكم صُهيبٌ ثلاثًا، ثم أَجمِعوا أمرَكم، فمن تأمَّر منكم على غير مَشورة من المسلمين فاضربوا عُنُقَه (?).

وقال المِسوَر بنُ مَخْرَمة: لما طُعن عمر جعل يتألّم، فقال له ابنُ عباس وكأنّه يُجَزّعُه: يا أمير المؤمنين، ولم كلُّ ذلك؟ لقد صَحِبتَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأحسنتَ صُحبتَه، وفارقْتَه وهو عنك راضٍ، ثم صَحِبتَ أبا بكر كذلك، ثم صحبتَ المسلمين فأحسنتَ صُحبتَهم، ولئن فارقتَهم لتُفارقَنَّهم وهم عنك راضون.

فقال: أمّا ما ذكرتَ من صُحبةِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبي بكر فذلك من منِّ اللَّه وفضله علي، وأمّا ما ذكرتَ من جَزعي فإنه من أجلك ومن أجل أصحابِك، واللَّه لو أن لي طِلاع الأرض ذهبًا لافتَديتُ بها من عذاب اللَّه قبل أن أراه (?).

وأوصى إلى ابنته حفصة -رضي اللَّه عنها-، وإلى الأكابر من آل عمر، وأوصى برُبع ماله في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015