بأصبعه في بطني، وقال: يا عمر، تكفيك الآية التي في آخر سورة النساء، وإنْ أعِشْ أَقْضِ فيها بقضيَّةٍ يَقْضي بها مَن يقرأ القرآن [ومَن لا يقرأ القرآن].
ثم قال: اللهمَّ إني أُشهِدُك على أُمراء الأنصار، فإني إنما بعثتُهم ليُعلّموا الناس دينَهم وسنَّةَ نبيِّهم -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويَعدلوا عليهم، ويَقسِموا فَيْئَهم، وَيرفعوا إليَّ ما أشكل عليهم من أمرهم.
ثم قال: إنكم أيها الناس تأكلون من شَجرتين خَبيثتَيْن: البصل والثّوم، وقد رأيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا وجد ريحَهما من رجل في المسجد أمر بإخراجه إلى البقيع، فمَن أكلهما فليُمِتْها طَبْخًا (?).
وروى الشعبي أن أبا بكر رضوان اللَّه عليه قال: إني رأيتُ في الكَلالة رأيًا، فإن يك صَوابًا فمن اللَّه، وإن يك خطأ فمن الشيطان ومني، هي ما خلا الوالد والولد.
ولما قام عمر رضوان اللَّه عليه اتَّبعه على ذلك وقال: إني لأستَحي من اللَّه أن أُخالف أبا بكر، فلما طُعن عمر رضوان اللَّه عليه وأَيِس من نفسه دعا بالصحابة وقال: توفّي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يَعهد إلينا في الكلالة شيئًا، وإنما اجتهد أبو بكر، وما أمكنني مُخالفتُه، اشهدوا عليَّ أني لا قَوْلَ لي فيها (?).
وهذا من وَرَعه وتَحرِّيه في أمر دنياه وآخرته، رضوان اللَّه عليه (?).
قال البخاري بإسناده عن عمرو بن مَيمون قال: قال عمر لحُذيفةَ بن اليَمان وعثمانَ ابن حُنَيْف وهُما بالمدينةِ قبل أن يُصاب بأيامٍ: كيف فعلتُما؟ أحمَّلْتُما الأرضَ ما لا تُطيقُ؟ -يعني الخراج- فقالا: ما حمَّلناها إلّا ما هي له مُطيقةٌ، فقال عمر: واللَّه لئن سلَّمني اللَّهُ لأدَعَنَّ أرامِلَ العراقِ لا يَحتَجْن إلى أحدٍ بعدي أبدًا، قال عمرو بن مَيمون: