وذكر المبرِّدُ في كتاب "الكامل" أن عمرَ لمّا جزَّ شَعرَ نَصْرِ قال نَصْر: [من الطويل]
ضَنَّ ابنُ خَطّابٍ عليَّ بجُمَّةٍ ... إذا رُجِّلَت تهتَزُّ هزَّ السَّلاسِلِ
فصَلَّعَ رأسًا لما يصلِّعْهُ ربُّه ... يرِفُّ رفيفًا بعد أسودَ جاثِلِ (?)
الجاثل: الكثيرُ الشَّعر.
وقال هشام بن الكَلْبي: نصرُ بن حجَّاج بن عِلاط السُّلَميُّ، لأبيه حجَّاج صحبةٌ.
ومُجاشع بن مسعود كان خليفة أبي موسى الأشعريِّ على البصرةِ، وطلَّق مُجاشعٌ امرأتَه بسبب نَصرٍ، وبلغ أبا موسى فقال لنَصرٍ: ما أخرجَكَ أمير المؤمنين من خيرٍ، اخرُج عنّا، ونفاه إلى فارس، فنزل على دِهقانةٍ فأعجبها، فراسلتْه وراسَلها، وكان على فارس عُثمان بن أبي العاص الثقفي، فأراد أن يَنفيَه فقال له نصر: واللَّهِ لئن سيَّرْتني لألحقنّ بالكفار، فسكت عنه (?).
وقال الهيثم: فيقال إن المُتَمَنِّية التي قالت: هل من سبيلٍ إلى خمرٍ فأشربها، الفارعةُ أُمُّ الحجاج بن يوسف الثقفي، واللَّه أعلم.
وبينا عمر يَطوفُ بالمدينة ذات ليلة إذا بنسوةٍ يَتحدَّثْنَ، فإذا هنَّ يَقُلن: أيُّ أهلِ المدينة أَصْبَح؟ ! فقالت امرأة منهن: أبو ذُؤيب، فلما أصبح سأل عنه، فإذا هو من بني سُليم، فأرسل إليه، فإذا هو منَ أجملِ الناس وَجهًا، فلما نظر إليه قال: واللَّه أنتَ ذِئبُهنّ، مرتين أو ثلاثًا، والذي نفسي بيده لا تُجامِعْني بأرض أنا بها، فقال له: إن كنتَ لابدَّ مُسيِّرَني فسَيِّرْني إلى حيثُ سيَّرتَ ابن عمّي، فأمر له بما يُصلحُه وسيَّره إلى البصرة (?).
وخرج رجل من المسلمين غازيًا وترك امرأتَه، وكان إلى جنبها رجلٌ يُقال له: مَعقِل؛ له جَمال وشَعر، فكتب زوجُها إلي عمر: [من الطويل]
أعوذُ بربِّ الناس من شَرِّ مَعقِل ... إذا مَعقِلٌ راح البَقيعَ ورَجَّلا