آلاف؛ معونةً لأجل جهادهما.

ولما كتب الديوان قال له كبار الصحابة؛ كعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه عنهم-: ابدأ بنفسك أوّلَا، فقال: لا واللَّه، بل أبدأ بعمّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم بالأقرب فالأقرب من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبدأ بالعباس -رضي اللَّه عنه-، ففرض له خمسة وعشرين ألفًا، ثم فرض لأهل بدر خمسة آلاف درهم لكلّ رجل، وأدخل في أهل بدر الحسن والحسين -رضي اللَّه عنهما- لقرابتهما، وأدخل أَبا ذر وسلمان -رضي اللَّه عنهما- لسابقتهما، ثم فرض لأهل الحُديبية أربعة آلاف درهم لكلّ رجل، ثم لمَن بعد الحديبية إلى وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خمسة آلاف درهم، ودخل فيمن شهد الفتح (?)، ثم لمن شهد اليرموك والقادسية ألفين ألفين، وزاد فيهم مَن أبلى بلاءً حسنًا خمس مئة خمس مئة، فقيل له: لو ألحقت أهل اليرموك والقادسية بمَن تقدَّم، فقال: لاها اللَّه ذا، لم أكن لأُلحقهم بدرجةٍ لم يدركوها، ثم فرض للمردفين الذين بعد القادسية ألفًا ألفًا، ثم لمن بعدهم (?) ثلاث مئة ثلاث مئة، وسوّى كلَّ طبقة في العطاء, الضعيف والقوي، والعربي والعَجمي.

ولما فرض لأزواج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- زاد عائشة -رضي اللَّه عنها- ألفين، فأبت أن تَقبلها، فقال: هذا لمكانِكِ من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا أخذتيها فشأنك بها، وسأل أزواج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن القَسْم فقلن: ما كان يُفضّل منا واحدة، وكان قد أراد أن يَنقص مَن جرى عليها الرّق، فلما قُلن ذلك سوَّى بينهن، ثم جعل لنساء أهل بدر خمس مئة خمس مئة، ثم لنساء أهل الحديبية أربع مئة أربع مئة، ثم ما بين الحديبية إلى وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاث مئة ثلاث مئة، ولنساء أهل اليرموك والقادسية مئتي درهم مئتي درهم، وللصبيان من أهل بدر وغيرهم مئة مئة، فقال له قائل: يَا أمير المؤمنين، لو تركتَ في بيوت الأموال بيثرب عدَّة لنائبة تنوب، أو لحادثة تحدث، فقال: كلمة ألقاها الشيطان على فيك، وقاني اللَّه شرَّها، وهي فتنة لمن بعدي (?)، بل أعدّ لهم طاعةَ اللَّه وطاعة رسوله؛ فهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015