جعلتَ نفسك حيث جعلك هؤلاء القوم، فقال: بخٍ بخ يا بني عديّ، أردتم الأكلَ على ظهري، وأن أذهب لكم بحسناتي، لا واللَّه، حتى تأتيكم الدعوة، وإني أطبق عليكم الدفتر، إن لي صاحبَيْن سلكا طريقًا، فإن خالفتُهما خولف بي، واللَّه ما أدركنا الفضلَ في الدنيا، وما نرجو من الأجر في الآخرة إلا بمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهو شرفنا، وقومُه أشرف العرب.

ثم أمر بالأقرب فالأقرب، حتى انتهى إلى الأنصار، فقالوا: بمَن نبدأ؟ فقال: برهط سعد بن معاذ الأشهلي -رضي اللَّه عنه-، ثم أهلِ السوابق والمشاهد، قيل له: إن أَبا بكر رضوان اللَّه عليه سوَّى بين الناس، فقال: لا أجعل مَن قاتل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كمن قاتل معه، فبدأ بعد الأقرب فالأقرب بمن شهد بدرًا من المهاجرين، ثم بالأنصار، يفرض لكل واحدٍ منهم خمسةَ آلاف درهم في كل سنة، حليفُهم ومولاهم معهم على السواء، وفرض للعباس -رضي اللَّه عنه- خمسة آلاف درهم، وقيل: سبعة آلاف درهم، وفرض لأزواج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لكلّ واحدة اثني عشر ألفًا، وفرض لمن هاجر قبل الفتح، لكلّ رجل ثلاثة آلاف درهم، وفرض لمسلمة الفتح، لكلّ رجل ألف درهم (?)، وفرض لغلمان أحداث أبناء المهاجرين والأنصار كمسلمة الفتح، وفرض لعمر بن أبي سلمة أربعة آلاف درهم، فقال محمد بن عبد اللَّه بن جحش: لِمَ يُفضّل علينا عمر؟ فقد هاجر آباؤنا وشهدوا المشاهد، فقال عمر رضوان اللَّه عليه: أُفضِّله لمكانه من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنه ربيبُه، فليأت الذي يَستعتب بأمٍّ مثل أمّ سلمة أُعتبه، وفرض لأسامةَ بن زيد -رضي اللَّه عنهما- أربعة آلاف درهم، [فقال عبد اللَّه بن عمر: فرضتَ] لي ثلاثة آلاف، وقد شهدت ما لم يَشهد أُسامة، فقال: إنما زِدتُه لأنه كان أحبَّ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منك، وكان أبوه أحبّ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من أبيك، ثم فرض (?) للناسِ على قَدْرِ منازلهم وقرابتهم، وفرض للنساءِ المهاجِرات: لصفية بنت عبد المطلب ستة آلاف درهم، ولأسماء بنت عُميس ألفَ درهم، وكذا لأُمِّ كلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعَيْطٍ، ولأُمِّ عبد اللَّه بن مسعود. وفرض للمنفوس مِئة درهم، فإذا ترعرع فرض له مئتي درهم فإذا بلغ زاده مئةً، [وكان إذا أُتي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015