وإني أعوذُ باللَّه أن أكونَ في نفسي عظيمًا وعند اللَّه صغيرًا.
وإنَّها لم تكن نُبوَّةٌ قطّ إلَّا تناسَخَت، حتَّى تكونَ مُلْكًا، وستُجَرّبون الأُمراءَ بعدنا. انفرد بإخراجه مسلم (?). وليس لعتبةَ في الصحيح غيرُه.
ولما مات عتبةُ قَدِمَ غلامُه سُويد على عمر بتَرِكَته (?).
وقال ابن سعد: كان لعُتبةَ مولى يقال له: خَبّاب، وكُنيتُه أبو يحيى، آخى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بينه وبين تميم مولى خِراش بن الصِّمَّةِ، وخَبَّاب من الطَّبقة الأولى من المهاجرين، شهد بدرًا وأُحدًا والخندق والمشاهدَ كلَّها مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتُوفي سنة تسع عشرة بالمدينة، وصلّى عليه عمرُ، وهو ابن خمسين سنةً (?).
وليس في الموالي مَن اسمُه خبَّابٌ غيرُه، وله صحبةٌ، وليس له روايةٌ.
فصل وفيها توفي
ابن عمرو بن كعب، أبو قُحافة، والد أبي بكر الصِّدِّيق -رضي اللَّه عنه-، وأمه قَيْلة بنت أَذَاة، من بني كعب بن لؤي.
وقد ذكرنا إسلامَه يومَ الفتح (?)، وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يَا أَبا بكر، هلّا تركتَ الشيخَ حتَّى أكون أنا الذي أمشي إليه".
وكان أبو قُحافة من عقلاء الناس، واستدلُّوا على عقله أن ابنَه لما وَلي الخلافة لم يكترث بذلك، ولا وَفَد عليه، ولا مَنَّ على النَّاس به، ولم يزل يُسمّيه عتيقًا، ويخاطب به ما ولي الخلافة إلى أن مات.
قال ابن قتيبة: وقدم أبو قُحافة المدينة (?). وهو وهم منه، لاتفاق العلماء على أنه