نَفوزُ فيها بالنَّصيبِ الأَعظمِ

ثم شدَّ الرابع فقال: [من الرجز]

إن العجوز ذاتُ حَزْمٍ وجَلَدْ

والنَّظرِ الأَوفقِ والرَّأي الأسَدّ

قد أمرتنا بالصَّواب والرَّشَدْ

نَصيحة منها وبِرًّا بالوَلَدْ

فباكروا الحرب وشدوا في العَدد (?)

إما لقَهْرٍ واحْتياز (?) للبَلَدْ

أو مِيتَةٍ تُورث خُلدًا للأبَدْ

في جنَّةِ الفردوس في عَيشٍ رَغَدْ

فلما غابوا عن عينها رفعت يديها إلى السماء وقالت: اللهمَّ ادفع عن بَنيَّ، فأبلَوا بلال حسنًا، وعادوا إليها سالمين، لم يُكْلَم منهم أحدٌ، فكانوا يَأخذون أعطيتَهم ألفين ألفين، فيَصبُّونها في حِجر العجوز، فتَقسِم بينهم حَفْنَةً حفنة، لا يُغادر واحدٌ من عطائه دِرهمًا (?).

اليوم الثالث وهو يوم أغماس (?)، وسُمّي بذلك لأن الفريقين انغمسوا في الحرب، ولم يَجْر في الجاهلية والإِسلام مثل هذا اليوم والليلة، وتُسمّى ليلة الهَرير، وهي أعظم من ليلة صِفّين.

قال سيف: وأصبحوا في اليوم الثالث على مواقفهم، فلما ذرَّ قَرن الشمس إذا بهاشم بن عتبة بن أبي وقاص قد وصل، وكَردس الكراديس، وتزاحف القوم، وقَدَّمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015