في سبيل اللَّه.
وأخرج ابنُ سعدٍ بمعناه، وفيه: فقال عمر: أنا وليُّ الأمر بعده فردَّها في عياله (?).
وذكر ابن سعدٍ: أن عائشة لما احتُضِر أبو بكرٍ تمثَّلت يقول حاتم: [من الطويل]
لعَمرك ما يُغني الثراءُ عن الفتى ... إذا حَشرَجَتْ يومًا وضاق بها الصَّدْرُ (?)
ففتح عينيه وقال: يا بُنَيَّةُ، لا تقولي كذا, ولكن قوفي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)} [ق: 19] وهي قراءة أبي بكر -رضي اللَّه عنه- (?).
وذكر ابن سعدٍ أيضًا عن عائشة أنها تمثَّلت وأبو بكر رضوان اللَّه عليه يَقضي: [من الطويل]
وأبيض يُستسقى الغَمامُ بوجهه ... ثمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ
ففتح عينيه وقال: ذاك رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
وقال أحمد بإسناده عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: لما ثَقُل أبي قال: أيّ يومٍ هو؟ قالوا: يوم الإثنين. قال: ففي أي يومٍ قُبض رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قالوا: فيه. قال: فأني أرجو ما بينه وبين الليل. قالت: وكان عليه ثوب به رَدْعٌ من مِشْقٍ، فقال: إذا مِتُّ، فاغسلوا ثوبيَّ هذين، أو ثوبي هذا، وضُمُّوا إليه ثوبَين جديدَين، فكفِّنوني في ثلاثة أثوابٍ. قالت: فقُلنا: ألا نجعلُها كلها جُددًا؟ قال: لا إنما هي للمهلة. فمات ليلة الثلاثاء. انفرد بإخراجه البخاري (?).
وروى ابن سعدٍ عن عائشة قالت: قال أبي: انظروا مُلاءتيَّ هاتين، فاغسلوهما،