قالت: وأول من كتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم بين يدي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أبي.
وقال هشام: كان خالد بن سعيد على اليمن، وأخوه أبان على البحرين، وأخوهما عمرو على تيماء وخيبر، فلما توفي رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قدموا المدينة، فقال لهم أبو بكر رضوان اللَّه عليه: ما لكم رجعتم عن عمالتكم، ارجعوا إليها، فما أجد أحدًا أحق بالعمل من عمال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: نحنُ بنو أبي أحيحة لا نعمل لأحدٍ بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم مضوا إلى الشام فاستشهدوا جميعًا. ويقال: ما فُتحت بالشام كورةٌ إلا ووجدوا عندها رجُلًا من بني سعيد قتيلًا (?).
وقد ذكرنا أن أول لواءٍ عقده أبو بكر لخالد بن سعيد، وأن عمر كلَّمه فيه فعزله، وولَّى يزيد بن أبي سفيان.
وقال ابن قتيبة: استعمل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خالد بن سعيد على صدقات بني زبيد، فصارت إليه الصَّمصامة التي لعمرو بن معدي كرب، فلم تزل عند ولده حتى اشتراها محمَّد بن المهدي بن أبي جعفر بعشرين ألف درهم (?).
وقال سيف بن عمر: تزوَّج خالد بن سعيد بأم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومي، وأمُّها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، أخت خالد بن الوليد، وإليها تُنسب قَنطرة أمِّ حكيم بمرج الصُّفَّر، ولها صحبةٌ، وهي التي أسلمت يوم الفتح، واستأمنت لزوجها عكرمة بن أبي جهل، وخرجت خلفه، وكان قد هرب إلى البحر، وقد ذكرناه.
واختلفوا في وفاة خالد بن سعيد (?): فقال الواقدي: استشهد بمرج الصُّفر. وقال الهيثم: بأجنادين. وقال أبو اليقظان: بفِحْل. والأول أصحّ.
قال الواقدي: شهد خالد أجنادين وفِحلًا، وجاء فنزل مرجَ الصُّفَر، وكانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل، فقُتل عنها باليرموك، فاعتدت بأربعة أشهر وعشرة أيامٍ، ثم تزوَّجها خالد بن سعيد، وأصدَقها أربع مئة دينارٍ، وكان