القتل، فخَنَس بهم أي: تأخّر.
شهد مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حُنينًا، وأعفاه مع المؤلَّفة قلوبهم، وله صحبة ورؤية، وليس له رواية, وفيه نزل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة: 204] (?).
ابن العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو الوليد، وقيل: أبو سعيد، من الطبقة الثالثة من الصحابة، أسلم بين الحُديبية وخيبر، وهو الذي حمل عثمان على فرس عام الحديبية، وأجاره حتى دخل مكة، وبَلَّغ رسالة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال له: [من المنسرح]:
أقبلْ وأدبِرْ ولا تَخَف أحدًا ... بنو سعيدٍ أعزَّةُ الحرمِ (?)
واستعمله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بعض سراياه، وولَّاه البحرين بعد العلاء بن الحَضْرميّ، ولما تُوفّي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قدم على أبي بكر، فقال له: ارجع إلى عملك، فقال: لا أعمل لأحد بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وخرج إلى الشام غازيًا فاستشهد بأجنادين، وقيل باليرموك، وقيل بمرج الصُّفَّر، وقيل: عاش إلى سنة تسعٍ وعشرين، والأول أَشهر.
قال ابن عساكر: وهو الذي قدم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له: كيف تركتَ مكة؟ فوصفها وقال: تركتُ أهلمها وقد جبذوا، والإذخر قد اغْدَوْدَق، والثُّمام قد أَخْوَص، فاغرورقت عينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالدموع، ثم قال: أنا أفصحكم، ثم أبان بعدي (?). روى أبان الحديث عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فأما أبو سعيد بن العاص فكان من سادات قريش وأشرافِها، وكان له عدَّةُ أولاد، منهم أُحيحة، وعبيدة، والعاص، قتلوا كفارًا، وأبان وخالد وعمرو وسعيد والحكم، واستشهدوا في سبيل اللَّه.
فأما أُحيحة فقتل يوم الفِجار، وأما عبيدة فطعنه الزُّبير يوم بدر في عينه بالعَنَزة