أين أُطعِمُ عيالي؟ قالا له: انطلق حتى نَفرِضَ لك شيئًا، فانطلق معهما، ففَرضا له كلَّ يوم سطرَ شاةٍ، وماكسوه في الرأس والبطن.

وقال ابن سعد بإسناده عن حُميد بن هلال قال: لما وَلي أبو بكر الخلافة قال أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: افرضوا لخليفة رسول الله ما يُغنيه، قالوا: نعم، بُرْداه إذا أَخلَقهما وضعهما وأخذ مثلَهما، وظَهْره إذا سافر، ونَفقته على أهله كما كان يُنفق قبل أن يُستخلفَ، فقال أبو بكر: رَضيتُ (?).

وقال عُمَير بن إسحاق: خرج أبو بكر وعلى عاتقه عَباءة له، فقال له رجل: أَرني أكفِك، فقال: إليك عني، لا تَغُرّني أنت وابن الخطاب عن عيالي (?).

وقال ابن سعدٍ بإسناده عن عروة، عن عائشة قالت: لما وَلي أبو بكر قال: لقد علم قومي أن حِرفَتي لم تكن لتَعْجزَ عن مؤونة عيالي أو أهلي، وقد شُغِلتُ بأمور المسلمين، وسأحترفُ للمسلمين في مالهم، وسيأكل آلُ أبي بكر من هذا المال (?). ومعنى يحترف، أي: يَكتسب.

وقال ابن سعد بإسناده عن عمرو بن مَيمون، [عن أبيه] قال: لما استُخلف أبو بكر رضوان الله عليه جعلوا له ألفين، فقال: زيدوني فإن لي عِيالًا، وقد شغلتُموني عن التِّجارة، فزادوه خمسَ مئةٍ (?).

قال ابن عمر: وكان منزل أبي بكرٍ بالسُّنْح، عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد ابن أبي زهير، من بني الحارث بن الخزرج، فأقام هناك ستة أشهر بعدما بُويع يغدو على رجليه إلى المدينة، ثم تحوَّل إلى المدينة.

وكان رجلًا تاجرًا، فكان يغدو كلَّ يوم إلى السوقِ فيبيع ويبتاع.

وكانت له قطعة من غَنَم تروح عليه، وربما خرج بنفسه فيها، وربما كُفيها فرُعيت له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015