[أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين" فقد تقدم في فضائله، وأن الله أخذ ميثاق الأنبياء على تصديقه.
وأما كونه آخر المرسلين، فلأن الختم إنما يكون على عنوان الكتاب، فتمم الله به مكارم الأخلاق والأسباب، وليكون شهيدًا على الأمم للأنبياء بما جاؤوا به من الأنباء.
قال أحمد بإسناده] عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُدعَى نوحٌ يومَ القيامةِ فيقالُ له: هل بلَّغتَ؟ فيقول: نَعَم، فيُدعَى قومُه: هل بلَّغَكُم؟ فيقولُون: ما أَتانا من نذيرٍ، وما أَتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يَشهد لكَ؟ فيقول: محمدٌ وأمَّتُه، قال: وذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. قال: والوسط العدلُ، فيدعونَ، فيَشهدُون له بالبلاغِ، قال: ثم أشهدُ عليكم" انفرد بإخراجه البخاري (?).
وعن أبي سعيد الخدري أيضًا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَجيءُ النبيُّ يومَ القيامةِ ومعهُ الرجلُ، والنبيُّ ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك، فيُدعَى قومُه فيقال لهم: هل بلَّغكُم هذا؟ فيقولون: لا، فيقال له: هل بلَّغتَ قومَك؟ فيقولُ: نَعَم، فيقالُ له: من يَشهدُ لك؟ فيقولُ: محمدٌ وأمَّتُه، [فيدعى محمد وأمته] فيقال لهم: هل بلَّغَ هذا قومَه؟ فيقولون: نَعَم، فيقال: وما عِلمُكُم؟ فيقولونَ: جاءَنا نبيُّنا، فأَخبَرَنا أن الرُّسُلَ قد بلَّغوا، فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} الآية [البقرة: 143]. أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (?).