الخلائقُ بمثلِه، فيشفِّعه في أمَّتِه (?).
[وفي "الصحيحين" وأخرجه أحمد في "المسند" بإسناده] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعُهم الداعي، ويَنفُذُهم البصرُ، وتَدنو منهمُ الشمسُ فيبلغ الناسُ من الغَمِّ والكربِ ما لا يُطيقونَ، فيأتونَ إلى آدمَ، فيقولون: اشفَع لنا إلى ربِّكَ، فأنتَ أبو البشرِ، خلقَكَ الله بيَدِه، ونفَخَ فيكَ من رُوحهِ، وأَسجَدَ لكَ ملائكَتَهُ، وأسْكَنَك جنَّتَهَ، أَلَا ترى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ لهم آدمُ: إنِّي عَصيتُ ربِّي، وقد غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يَغضَب قبلَه مثلَه ولا يَغضَبُ بعدَه مثله، وإنَّه نَهاني عن الشجرةِ فعصيتُ أمرَه، نَفسِي نَفسِي، لستُ بصاحبِ ذاك، اذهبُوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوحٍ، فيأتُونَ إلى نوحٍ، فيقولُون: يا نوحُ، أنتَ أَولُ الرسُل إلى أهلِ الأرضِ، وقد سَمَّاك الله عَبدًا شَكُورًا، أَلَا تَرى إلى ما نحنُ فيه؟ فاشفَع لنا إلى رَبِّك، فيقولُ: قد كانت لي دعوةٌ دَعوتُ بها على قَومِي، اذْهَبوا إلى إبراهيمَ، فيأتونَه، فيقولونَ له: أنتَ نبيُّ الله وخليلُه من أهلِ الأرضِ، اشفَعْ لنا إلى ربِّكَ، فيقولُ: إنِّي كذبتُ ثلاثَ كذباتٍ، فذكرها، وقال: نَفسِي نَفسِي، اذهبُوا إلى مُوسى، فيأتونَه، فيقولُونَ: أنتَ رسُولُ اللهِ وكَليمُه، فضَّلَكَ برسالَتِه وبكَلامِه على الناسِ، فيقولُ لهم: إنِّي قتلتُ نفسًا لم أُومر بقَتلِها، اذْهبُوا إلى عِيسى، فيأتونَه، فيقولُون: أنتَ رُوحُ اللهِ وكَلمتُه، فيردُّ عليهم ولم يذكر ذَنبًا: اذْهبُوا إلى محمدٍ، فيأتونَ إليَّ، فيقولُونَ: يا رسولَ اللهِ، أنتَ خاتَمُ الأنبياءِ، وقد غفَرَ اللهُ لكَ ما تقدَّم من ذنبِكَ وما تأَخَّر، فاشفَعْ لنا إلى ربِّكَ، فأَنطلِقُ إلى تحتِ العَرشِ فأقَعُ ساجدًا لربِّي". وذكر بمعنى حديث أنس، وفيه: "إنَّ كلَّ نبيًّ يقولُ: إن ربِّي قد غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يَغضَبْ قبلَه ولا يَغضَبُ بعدَه مثله" (?).
وفي رواية: "فيقولُ آدمُ: وهل أَخرَجَكُم من الجنَّةِ إلا خَطِيئَةُ أَبيكُم، اذهبُوا إلى ابني خليلِ الله، فيذهبونَ إليه فيقولُ: إنما كنتُ خليلًا من وراءَ [وراءَ، أي من وراء] حجابٍ" (?).