منعت، وأراد أبو هريرة بقوله: يجلون - بجيم - الرجوع إلى خلف، وقيل: هو من الجلاء وهو الطرد، و"الهَمَل": التي لا راعي لها.
وفي "الصحيحين" عن سهل بن سعد بمعناه، وفيه: "ليَردَنَّ عليَّ الحوضَ أقوامٌ أَعرِفُهم ويَعرِفُوني، ثم يحال بيني وبينهم" وذكر بمعنى ما تقدم: "فأقول: بُعدًا وسُحقًا سحقًا لمن بَدَّل بعدي" (?).
وقوله: "سحقًا": دعاء عليهم، أي: أسحقهم الله.
وللبخاري، عن أنس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ قدرَ حَوضي كما بينَ أَيلَة وصنعاء اليمنِ، وإنَّ فيه من الأَباريقِ كعددِ نُجومِ السماءِ" (?)].
ولمسلم عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ما آنية حوضك؟ فقال: "والذي نَفسِي بيَده إِنَّها أكثرُ من عَددِ نجومِ السماءِ في الليلةِ المُصْحِيَةِ، آنيةُ أهلِ الجنةِ، مَن شَرِبَ منه لم يَظمأ أَبدًا آخر ما عليه، يَشخب فيه مِيزابانِ من الجنةِ، عرضُه مثل طولهِ، ما بينَ عَمَّانَ البلقاءَ إلى أَيلةَ" (?).
وقوله: "آخر ما عليه" أي: أبدًا. ومعنى "تشخب" أي: تسكب، و"عمان" بالتشديد مكان بالبلقاء يقال: كانت مدينة البلقاء، وعامة العلماء على تشديد عمان إلا الخطابي فإنه قال: هي مخففة، أشار إلى عُمان التي عند البحرين. والأول أصح.
ولمسلم عن جابر بن سمرة بمعناه، وفيه: "وإن بُعدَ ما بين طرفيه كصنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه مثل النجوم" (?).
ولمسلم عن مَعدان بن أبي طلحة، عن ثوبانَ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنِّي لبعُقْرِ حَوضي أذودُ الناسَ لأهلِ اليَمَنِ، أضربُ بعَصايَ حتى يَرفضَّ عليهم" فسئل عن عَرضهِ فقال: "مِن مقامي هذا إلى عمَّان، يَغُتُّ فيه مِيزابانِ يمدَّانِه من الجنةِ أحدُهما من ذهبٍ والآخر من وَرِقٍ" (?).