الأَئمةَ، واغفِر للمؤذَّنينَ" (?). فالضمان في كلام العرب: الرعاية والمحافظة على الشيء، ومنه قولهم للمسافر: في حفظ الله وضمانه، والإمام يحفظ للقوم صلاتهم، فيضمن عن الساهي سهوه ويتحمل القراءة عنهم ونحو ذلك، وأما المؤذن فإنه أمين على المواقيت، وربما أشرف وقت الأذان على حريم الناس عند دورانه في المنارة، وقيل: إن الخطاب لإمام ومؤذن لا يأخذان على الإمامة والأذان أجرًا، لأنهما متبرعان فيكونان أقرب إلى الإخلاص، فيضمن الإمام قبول الصلاة، ويؤتمن المؤذن على ما يؤذنه على الوجه المشروع من غير نقص.

قوله - عليه السلام -: "أهلُ المعروفِ في الدنيا، هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ" حدَّثنا جدي رحمه الله بإسناده عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهلُ المعروفِ في الدنيا، هم أهلُ المعروفِ في الآخِرةِ، وأهلُ المنكَرِ في الدنيا، هم أهلُ المنْكَرِ في الآخِرَةِ" (?).

قوله - عليه السلام -: "السلطانُ ظِلُّ الله في الأرضِ يَأوي إليه كلُّ ملهوفٍ" (?). واختلفوا فيه فقال قومٌ: هذا مَثلٌ لأن الظل راحة يستريح إليه كل متعوب، وكذا السلطان يأوي إليه كل مظلوم، ومنه قول تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)} [الواقعة: 30] أي: راحة دائمة، ومنه ظل الشجرة.

وقال آخرون: الظل عام، وكذا السلطان عام، وقال سهل بن عبد الله: الظل لا يدوم، وكذا السلطان لا يدوم. وقال سهل: أظهر الله آثار الهيبة في الأرض على أربعة أشياء: على الكعبة بهاءَه، وعلى القرآن هيبتَه، وعلى القلوب نورَه، وعلى السلطان ظلَّه، قال: وإنما يكون السلطان في ظلِّ الله إذا كان عادلًا صالحًا جوادًا متواضعًا، أما إذا كان ظالمًا فاجرًا جبانًا بخيلًا قاسيًا متجبرًا متكبرًا، فإنه يكون سمومًا وعذابًا لا ظلًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015