الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي ويعرف بالبهاء النابلسي في سنة اثنتين وعشرين وست مئة بقاسيون في الجامع المظفري، قال: حدَّثنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، عن عمه عبد الرحمن بن أحمد ابن يوسف، عن إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزَّاز، عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن السكري، عن أبي محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبة الدينوري قال: مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ يبيع شيئًا، فقال له: "عليكَ بالسَّومِ أولَ السُّوقِ، فإن السَّماحَ رَباحٌ، أو الرَّباحُ مع السَّماحِ" والسَّماحةُ الجودُ، وسمح به، أي: جادَ، والرباحُ: الربحُ، وتجارةٌ مربحةٌ ورابحة يربح فيها. وقال الجوهري: ورباح في قول الشاعر:
هذا مقامُ قَدَمَي رَباحِ
اسم ساقٍ، قال: والرباحُ أيضًا دُويبة كالسَّنَّورِ، والرباح: أيضًا بلدٌ يجلبُ منه الكافورُ، والرُّبّاح بالضم والتشديد: الذكرُ من القرودِ (?).
ومعنى الحديث: المساهلة في البيع والمسامحة ولا يشدد، فإن المسامحة من أعظم الأرباح، وقد أخرجَ الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يحبُّ سمحَ البيعِ سمحَ الشراءِ سمحَ القضاءِ" (?).
قوله - عليه السلام -: "الولدُ مَبخلَةٌ مجبنةٌ" (?).
قوله - عليه السلام -: "الهمُّ نصفُ الهَرَمِ" (?) غريب. قال الجوهري: الهمُّ الحزن، والجمع الهموم، والهرم: كبر السن.
وقال الخطابي: أشار - صلى الله عليه وسلم - في الحديث إلى دفع الهم عن نفسه، لا يفيد مع جريان المقدور، والهم عقوبةٌ، وفي الأثر عن عائشة - رضي الله عنها -: من هَمَّ عوقب بهمِّه. وقيل: الهم كل الهرم.