قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَكونُ المؤمنُ لعَّانًا" (?).

فإن قيل: فقد ثبتَ في الصحيح أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لعنَ جماعةً.

فأخرجَ مسلم عن عليٍّ - عليه السلام - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَعَنَ الله مَن لَعَن والدَيْه، لعَنَ الله من ذبحَ لغيرِ الله، لعَنَ الله مَن آَوى مُحدِثًا، لَعَن اللهُ من غيَّر مَنارَ الأرضِ" (?).

وفي "الصحيحين" عن ابن مسعودٍ قال: لعَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الواشماتِ والمستوشماتِ، والمتنمَّصاتِ، والمتفلَّجاتِ للحُسنِ المغيِّراتِ خلقَ الله. فبلغَ ذلك أمَّ يعقوبٍ الأَسدية وكانت تقرأُ القرآنَ فأَتته فقالت: ما حديثٌ بلغني عنك كذا وكذا؟ وذكرته، فقال ابن مسعود: ومالي لا ألعنُ من لَعَن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته؟ فقال: لو كنتِ قرأتيه لوجدتيه، قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (?) [الحشر: 7]

وأخرج الترمذي في الباب أحاديث عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما.

فالجواب: أن لعْنَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لمن ذكرنا لا يكون كلعنِ غيره، فإنَّ اللعنة من غيره قد تكون عَبَثًا أو لغرضٍ، ومنصب النبوة مُنَزَّه عن هذا، فلا يلعن إلا من كُتب عليه اللعنة، ومن لم يكن أهلًا للعن فلعن النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون قربةً وكفارة على ما وردَ به الحديث (?).

والوشم بشين معجمة: غرزُ الكفِّ والذراع بالإبرة، ثم يحشا بالكحلِ، والمستوشمة: التي يُفعل بها ذاك.

والنامصةُ: التي تَنتف الشعرَ، والمتنمصةُ التي يفعل بها ذاك.

قوله - عليه السلام -: "لا يُفلحُ قومٌ ولَّوا عليهم امرأةً" قد ذكرناه لَمَّا مات كسرى، أشار - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015