قال [أحمد بإسناده عن] هشام بن عروة: أخبرني أبي أن عائشة قالت له: يا ابن أختي، لقد رأيت من تعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه أمرًا عجيبًا، وذلك لأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَت تأخذُه الخاصِرة، فيشتدُّ به جدًا، فكنَّا نقول: أخذَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عرقُ الكلية لا نهتدي أن نقول الخاصرة، ثم أخذت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فاشتدَّت به حتى أغمي عليه، وخفنا عليه، وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب، فلَدَدْناه ثم سُرَّي عنه، وأفاق، فعرف أنه قد لُدَّ، ووجد أثر اللدود، فقال: "ظَنَنْتُم أنَّ اللهَ سَلَّطها عليَّ؟ ما كانَ اللهُ ليفعلَ ذلك، أَمَا والذي نَفسِي بيَدِه، لا يَبْقَى في البيتِ أَحدٌ إلَّا لُدَّ، إلَّا عمَّي العباسُ" فرأيتهم يلدونهم رجلًا رجلًا، وبلغ اللدود أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فلدت امرأة امرأة، حتى بلغ اللدود امرأة منا [فقال ابن الزناد: لا أعلمها إلا ميمونة، قال: وقال بعض الناس: أم سلمة] قالت: إني والله صائمة، فقلنا: بئس ما ظننت أنا نتركك وقد أقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلددناها وإنها لصائمة (?)، [وفي رواية: فقالت أم سلمة: هذا من دواء الحبشة لُدُّوه، فلدَّ بالكُسْتِ والزيت.

وفي رواية الواقدي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما كانَ اللهُ ليُسَلِّطَها على رسولهِ، إنَّها هَمزَةٌ من الشيطانِ، ولَكِنَّها من الأَكلَةِ التي أَكَلتُ بخيبرَ" وكانت عنده أم بشر بن البراء ابن معرور، فقال: "هذه مِنَ الأَكلَةِ التي أَكلتُ أَنا وابنُك، ما زالَتْ تُعاوِدني وهذا أَوانُ قطَعَت أَبهَرِي" (?).

و"الأبهر": عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.

وقال الجوهري: "اللَّدود": هو ما يُصَبُّ من الأدوية في أحد شِقَّي الفم (?).

وقال الزجاج: هو مثل السُّعوط يكون من الكست والزيت].

وقال الزهري: الذي لد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العود الهندي والزيت.

وفي هذا المرض صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر، وذكر التخيير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015