لا" قالها ثلاثًا وهو مغضب، ثم قال: "ليُصَلَّ بالناسِ ابن أَبي قُحافةَ" فانصرف عمر، وقال: يا ابنَ أخي، أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تَأمُرني؟ قلت: لا، ولكنه قال لي: "يا عبدَ اللهِ، مرِ النَّاسَ بالصلاةِ" فلما رأيتك لم أبغ مَن وراءك، فقال: ما ظننتُ إلَّا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرك أن تأمرني، ولولا ذلك ما صليتُ (?).

وعن أنس: أنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - كان يصلِّي بالناس في وجعِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الذي توفِّي فيه، فلما كان يوم الاثنينِ وهم صُفوفٌ في الصلاة كَشَف رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتْرَ الحُجرةِ ينظرُ إلينا وهو قائمٌ كأَنَّ وجهَهُ ورقةُ مصحفٍ، ثم تَبسَّم يضحكُ، فهممنا أن نفتتنَ من الفَرَح برؤيتهِ، فنكصَ أبو بكرٍ على عقبَيْه ليَصِلَ الصفَّ ظنًّا منه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجٌ إلى الصلاة، فأشارَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتمُّوا صلاتكم، وأرخى الستر، وتوفِّي من يومهِ. أخرجاه في "الصحيحين" (?).

وفي "الصحيحين": أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَهرِيقُوا عليَّ سبعَ قُرَبٍ لم تُحْلَل أَوكِيَتهنَّ لعلَّي أعْهَدُ إلى الناسِ" قالت عائشة - رضي الله عنها -: فأجلسناه في مخضب، وطفقنا نصبُّ عليه من تلك القُرب حتى طَفِقَ يشيرُ إلينا بيدهِ: أن قَد فعلتنَّ، ثم خرج إلى الناس، فخطبَ (?).

وقالت عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوِّذ بهذه الكلمات: "أَذهِب الباسَ ربَّ الناسِ، اشْفِ فأنتَ الشَّافي شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا" قالت: فلما ثَقُل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضهِ أخذتُ بيده، فجعلتُ أمسحهُ بها، وأقولها، فنَزَع يدَه مني، ثم قال: "ربِّ اغْفِرْ لي، وألحِقْني بالرَّفيقِ الأَعلَى" فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه (?). [وفي لفظ: كان رسول الله إذا اشتكى يقرأ على نَفْسِه بالمعوِّذات وينفث] (?).

وقال [البخاري: بإسناده عن] عروة عن عائشة: إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسأل في مرضهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015