قال المصنف - رحمه الله -: وهذا وهم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما حج مرة واحدة قارنًا وهي هذه الحجَّة، فكيف يقول: تمتَّع حتى مات؟

وفي "المسند": أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَبَح، ثم حَلَق (?).

وفي "الصحيحين" عن ابن مسعود: أنَّه رمَى جمرة العقبةِ من بطن الوادي، ثم قال: والذي لا إله غيرُه، هذا مَقامُ الذي أُنزِلَت عليه سُورَةُ البقرةِ (?).

قال ابن عباس: وأشهرُ الحجِّ التي ذَكَر اللهُ: شوَّالُ، وذو القَعْدة، وذو الحَجَّة، فَمَن تمتَّع في هذه الأشهرِ فَعليه دمٌ أو صومٌ (?).

قال الإمام أحمد - رضي الله عنه -: حدَّثنا عبد الرزاق، أَنبأنا مالكُ بن أنسٍ، عن ابن شِهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نَوفَلٍ بن عبد المطَّلب، أنَّه سَمعَ سعدَ بن أبي وقَّاص، والضحَّاكَ بنَ قيسٍ عامَ حجَّ معاويةُ في صَفرٍ، وهما يذكران التمتع بالعمرةِ، فقال الضَّحاك: لا يصنع ذلك إلا من جَهِل، فقال سعد: بئسَ ما قلتَ، قال الضَّحاك: فإن عمرَ بن الخطاب يَنهى عنها، فقال سعد: قد صنعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنعناها معه (?).

ولمسلم: فَعَلناها، وهذا كافرٌ بالعُرُش، يعني معاويَة (?).

و"العُرُش": بيوت مكة، سميت بذلك لأنها عيدان تُنصب وتظلل.

وقال أنس: كان على ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَحْل رث لا يساوي أربعة دراهم (?).

وقال الإمام أحمد رحمة الله عليه: حدَثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن محمد بن سِيرينَ، عن أبي بكرةَ قال: خطَبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته، فقال: "ألا إنَّ الزَّمانَ قدِ اسْتَدارَ كهَيئتِه يومَ خَلَقَ اللهُ السمواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عَشَر شهرًا، منها أربعةٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015