وأهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدية يخبره بإسلامه، ثم ارتد في أيام عمر رضوان الله عليه (?)، وسنذكره.
وفيها: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي كلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع، ملك اليمن، [وقيل: اسمه سُميفع، وذو الكَلاع لقب له، قال الجوهري: ذو الكلاع بالفتح اسم ملك من ملوك اليمن من الأذواء].
وقيل: كان من ملوك الطوائف [فحكى ابن دريد عن الرياشي عن الأصمعي قال: كان رسول الله كاتب ذو الكلاع من ملوك الطوائف على يد جرير بن عبد الله] يدعوه إلى الإسلام، وكان قد استعلى أمره حتى ادعى الربوبية، وأطيع حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل عود جرير، وأقام ذو الكلاع على ما هو عليه إلى أيام عمر رضوان الله عليه ثم رغب في الإسلام، فقدم على عمر وسنذكره، وقيل: إنه أسلم على يد جرير، وأسلمت امرأته ضُريبة بنت أبرهة بن الصباح، والأول أصح (?).
وفيها: كتب فروة بن عمرو الجُذامي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامه، وأهدى له [هدية، وقد ذكره ابن سعد وقال: كانت الهدية] بغلة شهباء، وحمارًا، وثيابًا، وقباءً من سندس مخوص بالذهب، وبعث به مع مسعود بن سعيد الجُذامي، وكان عاملًا لقيصر على عمان البلقاء، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما بعد، فإنه قد وصلني كتابك، ورسولك، والحمد لله على هدايتك" وأمر بلالًا فأعطى رسوله اثنتي عشرة أوقية ونشًا - أي نصفًا -[وقال هشام: ] وكان مسكنه بمعان وما حولها من الشام، وبلغ قيصر إسلامه وما فعل، فكتب يستدعيه، فلما دخل عليه قال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: لقد علمت أن عيسى - عليه السلام - بشر به وأنه نبي حق، فقال له: ارجع عما أنت عليه، فقال: لا والله ولا بملكك، فحبسه، ثم نصب له خشبة، [ليصلبه، وأخرجه فلما رفع على الخشبة قال: [من الكامل]:
أبلغ سَراة المسلمين بأنني ... سِلْمٌ لربّي مُهجتي وعظامي
قال الهيثم: ]