وبعثت امرأة من أهل اليمن يقال لها: تهناة بنت كُليب في ذلك الوفد بكسوة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ابن لها يقال له: كليب بن لبيد (?)، فدفعها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: [من البسيط]
مِن وادِ بَرْهُوت تَهوي بي عذافرة ... إليك يا خَيرَ مَن يحفى ويَنتعلُ
تجوب بي صفصفًا غُبْرًا مناهِلُه ... تزدادُ عفوًا إذا ما كلَّتِ الإبلُ (?)
شهرين أُعمِلُها نصًّا على وَجَل ... أرجو بذاكَ ثَوابَ الله يا رجلُ
أَنتَ النَّبي الذي كنَّا نخبَّرُه ... وبشَّرَتْنا به التَّوراةُ والرُّسلُ
[وقد ذكر العلماء في تواريخهم وائل بن حجر، فقال خليفة: هو من حَضْرَموت، وسكن الكوفة.
وقال أبو نعيم: من أبناء الأقيال باليمن، وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزله وأصعده معه على منبره، وقال: "هذا وائل بن حجر، سيد الأقيال جاءكم حبًا لله ولرسوله" وأعطاه وأقطعه القطائع، وكتب له كتابًا، ثم سكن الكوفة، وعقبه بها.
وقال أبو بكر الخطيب: كان ملك قومه، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا، فقربه وأدناه، وبسط له رداءه وأجلسه عليه، ثم نزل بعد رسول الله الكوفة وأعقب بها، ونزل المدائن في صحبة علي - عليه السلام - حين خرج إلى صفين، وكان على راية حضرموت يومئذ (?).
وقال الهيثم: لما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر وأخذ بيده فأقعده معه وقال: "أيها الناس، هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أراض بعيدة، طائعًا لله ولرسوله غير مكره، وهو بقية أبناء الملوك، اللهمَّ بارك فيه وفي ولده وولد ولده" ثم نزل من المنبر وأنزله معه، وكتب له ثلاثة كتب بأراضي.
وذكره جدي في "التلقيح" فقال: وائل بن حجر بن ربيعة الحضرمي، وهو وائل القيل (?).